The perception of the Ultimate Truth.

The perception of the Truth….

An intellectually defined truth is not Real by necessity, for any given definition of the Truth is bounded by the specific intellectual constraints of Man. Hence such definition of the Truth is mere relative and not absolute.

Ontologically we can divide the human intellect into two dimensions; 1-immaterial 2- material. The first one is divine in nature where as the second one lower in nature because of its dependence on the inevitable constraints of matter.

Accordingly, when our intellect claims that it knows the Absolute Truth then such claim, necessarily do not represent the Absolute Truth, in the absolute sense. For such claim is only sought by the material intellect, which is veiled from the Ultimate Truth.

There comes a situation where the viagra without prescription man is unable to find the suitable medication that suits the pocket as well. cialis 20 mg Prostate Specific Antigen (PSA) Blood Test The PSA blood test measures the level of a protein known as collagen. On 9th October, clinical psychologist Manoji, professional social worker Sangeeta ji and interns Asha and Sakshi took an education session on effective cialis online communication skills. Just because there is no authentic evidence that these remedies cure impotence, most people are now turning to their phones and their computers to get things discount viagra done.

But when the intellect claims that it is striving to pursue the Ultimate Truth then such attempts represent the journey towards the Ultimate Truth. For in this journey the material intellect, would not venture into these high and sublime Realities rather the Divine intellect (the immaterial intellect) is more suitable to explore such journey. The Divine Intellect does not dare to claim that it knows the Truth, for the Exalted nature of the Truth enables this Divine Intellect to perceive its irrelevancy in relation to the Ultimate Truth. 

The best parallel to better understanding the notion of the Absolute Truth is the likeness of a Diamond. It is known fact that a brilliant cut diamond has about 58 facets or angles through which light is passed which causes its glitter. So for the sake of argument lets call these facets as windows throw which an observer is able to look through and attempts to define what he or she sees.  

when we attempt to define this diamond then every one will define it from one angle of his or her own perspective, where every perspective is unique and relative to the intellectual capacities of Man, for Man’s perspective is greatly influenced by various worldly factors; such as his upbringing conditions and circumstances, his or her acquired knowledge, and cultural values, etc..All these factors will form a thick lens through which the observer gives his opinion and definition of what he sees. This follows that each opinion regarding this diamond relative and not absolute; it does not represent the true definition of the Ultimate Truth. 

Adill Hissan

Posted in Uncategorized | Leave a comment

العنصرية المزعومة في القرأن الكريم

….يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ

هل هناك عنصرية ضد اصحاب البشرة الغامقة (السوداءاصطلاحاً) في القرأنالكريم؟

يَوْمَتَبْيَضُّوُجُوهٌوَتَسْوَدُّوُجُوهٌۚفَأَمَّاالَّذِينَاسْوَدَّتْوُجُوهُهُمْأَكَفَرْتُمبَعْدَإِيمَانِكُمْفَذُوقُواالْعَذَابَبِمَاكُنتُمْتَكْفُرُونَ(106)

وَأَمَّاالَّذِينَابْيَضَّتْوُجُوهُهُمْفَفِيرَحْمَةِاللَّـهِهُمْفِيهَاخَالِدُونَ﴿آلعمران: ١٠٧

قدتسائلالكثيرعنالاشكاليةفيظاهرهذاالنص،منهمبحسننيةوالاخربنيةالطعنفيمصداقيةالتنزيلالحكيم. ونقولهابكلشفافيةوصراحةانهذاالتسائلهوفيمحلهومنالضروريالقاءالضوءعليهلازالةالاشكالواللغطالذييدورحوله.

والاشكالالمطروحهناوبالتحديديكمنفيعبارةيَوْمَتَبْيَضُّوُجُوهٌوَتَسْوَدُّوُجُوهٌۚحيثيبدوامنظاهرالنصانهناكاشكالاًويوحيبتكريسمفهومالعنصريةضدالانسانذوالبشرةالغامقة(السوداء) واقولهابكلثقةعلمية،  انالامرهوليسكذلكحيثانهذاالاشكالمنغيرادنىشكهونتيجةالمعنىالثقافيالشائعبينالناسلمفاهيمالاسودوالابيضواسقاطهاعلىلسانالقرأنالكريم. وفيواقعالحالانهذاالتوجه(اسقاطالمعنىالشائع) قدشكّلمعضلةكبيرةفيفهمرسالةالتنزيلالحكيمفهماًصحيحاًيعكسعالميتهوعظمةحكمتهوحقيقةاعجازهالبلاغي. فكمابيّناسابقاًفيمقالسابقانالتنزيلالحكيمانزلهربالعزةبلسانعربيمبينوليسلغةعربيةوشتّانبينالاثنينوهذاالموضوعهوخارجنطاقالبحثويمكنالرجوعاليهفيصفحتي.

قبلاننقومبتحليلالدلالةاللسانيةللنصالمعنيلابدمنالاشارةالىحقائقعلميةلسانيةضروريةلفهماينصقديمبتجردوموضوعيةوحياديةوهذهالحقائقهيمايلي:

منهجية فهم النص القرأني

النقطة المهمة لفهم النص القراني هو لا ينبغي ان نفرض المعنى الشائع للمفردات التي يتألف منها النص او الجملة، على السياق العام للنص لان في اصول اللسان العربي، وليس اللغة العربية، هو ان معنى النص او معنى الجملة لا تقررها معاني المفردات الذي يتكّن منهاالنص اي لا يمكن ان نأخذ معاني المفردات ونستخلص معنى عام للجملة هذا المنهج هو خاطيء بل ساذج والصحيح هو يجب ان نفهم هدف السياق العام للجملة وما هو محل السياق او محل الخطاب وغرض المتكلم من صياغة الجملة وهذا ما يسميه البعض من المفكرين المعاصرين بقصدية الخطاب (عالم سبيط النيلي رحمه الله)وبعد ذلك يمكن ان نختار معاني المفردات المناسبة للخطاب لكي تخدم السياق العام للجملة ولهذا يقول علماء النحو افهم ثم إعربويقول عالم اللسانيات عبدالقاهر الجرجاني مفاده ان نظم الكلام يقرر معنى عناصره، مفردات كلماته،  اي ان فهم النص يقرره نظم الكلمات وليس العكس اي ان معاني المفردات المكونة للنص لا تقرر المعنى العام للجملة. وبعبارة ابسط هو ان كلمات النص تمتلك معاني عديدة ومن خلال فهم السياق التي وقعت فيه هذه الكلمات يتسنى لنا ان نختار المعنى المناسب لكل كلمة من بين هذه المعاني المختلفة للكلمة الواحدة اي ان المعاني المختارة ينبغي ان تتناغم مع المعنى العام للسياق وهذا المنهج هو منهج علمي دلالي لساني وقد تبناه الكثير من علماء اللسانيات في الغرب ولا يسعني التوسع في ذلك لانه خارج اطار البحث.

اذن كيف نفهم النص قيد البحث وفق هذه المعطيات العلمية الحديثة في علم الخطاب واللسانيات وقبل ان نسقط المعنى الشائع للمفردات المحورية في النصوفرضهاعلىالمعنىالعامللسياق.

البحث

قبلانندخلفيتفاصيلالبحثلابداناشيرالىمفهوممفردةيومفيصدرالايةيَوْمَتَبْيَضُّوُجُوهٌوَتَسْوَدُّوُجُوهٌحيثمنالمؤكدانالمقصودهنابمفردةيومهويومالحسابوليسيومناالارضيالمعروفوبهذافأناحداثهذاالنصتدورفيعالمالاخرةوالتيتحكمهقوانينمختلفةتماماًعنقوانينالارضحيثيؤكدلناالقرانالكريمانفيهذااليومالعظيمتتبدلالارضغيرالارضكمافيقوله؛

يَوْمَتُبَدَّلُالْأَرْضُغَيْرَالْأَرْضِوَالسَّمَاوَاتُوَبَرَزُوالِلَّـهِالْوَاحِدِالْقَهَّارِ﴿ابراهيم: ٤٨﴾

وهذهحقيقةمهمةجداًفيابعادالشبهاتعنايةيومتبيضوجوه..” ونفينفياًقاطعاًشبهةالعنصريةفيالنصالمعنيلانجميعالمفاهيمالدنيويةومنهاالعنصريةوالكراهيةوغيرهاسوفتسقطويصبحلامعنىلهالانفيذلكاليومكلشيءيتبدلويتغيركماتشيراليهالاية“”يَوْمَتُبَدَّلُالْأَرْضُغَيْرَالْأَرْضِ،وهذهالنقطةالمهمةفيهذاالبحثاردتاناوضحهالكينفهمنقاطالبحثبشكلاوسع.

الاننعودالىالنقطةالجوهريةفيهذاالاشكالوهوعلينااننفهمالكلماتالمحوريةفيالنصقيدالبحثواهمهامفردة;

1- وجوه

2- تسوّد

3- تبيّض

1-وجوه؛

فلنأخذاولهاوجوهوهيجمعوجهولهامعانيمختلفةفياللسانالعربيالمبينللتنزيلالحكيمولاتعنيحصراوجهالانسانالمعروفلناالذيفيهيقعالعينينوالفموغيرذلك. فالقرأنالكريموظفعبارةوجهفيعدةمعانيوسياقاتمختلفةواحدمعانيهاجاءتبمعنىوجهالانسانالمعروفوهيمقدمةالرأسالاماميةكمافينصالوضوء“..فاغسلواوجوهكم..” اماالمعانيالاخرىفهيجاءتفيمعنىحقيقةالشيءوكيانهووجهتهكماسيتضحلاحقاً.

الدلالة اللسانية لمفردة وجهوفق اهم معاجم اللسان العربي:

قبل ان اورد هذا المعنى لا بد ان اذكر نقطة مهمة هنا الا وهي قد ذكرت سابقاً في مقالات اخرى انه لا ينبغي ان نلجأ الى قواميس اللغة العربية لانها لا تصلح ان تكون مصدراً لسانياً لفهم نصوص القران وذلك لانها متغيرة ومتأثرة بثقافة المجتمعات وقد تحدثت عن ذلك في مقالات سابقة ولا بأس العودة اليها عله ان تنفع في فهم هذا البحث، ولكن هذا لا يمنع ان نلجأ الى معاجم اللسان العربي والتي غالباً مستوحات من نصوص القرأن الكريم فيجعلها مصدراً صالحاً لفهم التنزيل الحكيم  وتوسيع افق الفهم.

فقد جاء في اهم المعاجم اللسانية في مقاييس اللغة لابن فارس، ما يلي:

وجه الواووالجيموالهاء: أصلٌواحديدلُّعلىمقابلةٍلشىء. والوجه مستقبِلٌلكلِّشىء. يقال وَجْه الرّجلِوغَيره. “

وكذلكذكرابنفارسانمعنىالوجهيشيرالىمفهومالذات  والكنهوالكيان،حيثذكرفيمعجمه؛

وربَّماعُبِّرَعنالذات بالوَجهوتقولوَجْهى إليك.”

وكذلكذكرابنفارسواجهت فلاناً: جعلتُ وجهِى تِلقاءَ وجهِه.”

ومنالبابقولُهم: هو وجيةٌ بيِّنُ الجاه. …

والوِجهة : كلُّموضعٍاستقبلتَه. قالاللهتعالى: (وَلِكُلٍ وِجْهَةٌ). ووجَّهت الشّىءَ: جعلتُهعلىجهة،…..” انتهىالاقتباس

ولنأخذمصدراخرمنمعاجماللسانالعربيوهولسانالعربلابنمنظوروماذكرهفيمعانيمفردةوجه:

…والوَجْهُالمُحَيَّاوقولهتعالىفأَقِمْوَجْهَكَللدِّينحَنِيفاًأَياتَّبِعالدِّينَالقَيِّمَوأَرادفأَقيمواوجوهكميدلعلىذلكقولهعزوجلبعدهمُنِيبِينَإليهواتَّقُوهُوالمخاطَبُالنبيُّصلىاللهعليهوسلموالمرادهووالأُمَّةُ. والجمعأَوْجُهٌووُجُوهٌ

وقولهعزوجلكلُّشيءٍهالكٌإلاوَجْهَهُقالالزجاجأَرادإلاإيَّاهُ…

ووُجُوهُالبلدأَشرافُهويقالهذاوَجْهُالرأْيِأَيهوالرأْيُنَفْسُه.” (انتهىالاقتباس)

ونذكر هنا بعض ما جاء في الاثر عن الرسول المعظم والذي ذكره ابن منظور في معجمه لسان العرب:

وفيالحديثلتُسَوُّنَّصُفُوفَكُمْأَولَيُخالِفَنَّاللهبينوُجُوهكم؛أَرادوُجوهَالقلوب،كحديثهالآخر؛لاتَخْتَلِفُوافتَخْتَلِفَقُلُوبكمأَيهَوَاهاوإرادَتُها….

ونستنتجمماذكرآنفاًانهناكبعدانلمعنىمفردةوجهالاولماديكوجهالشيءالماديومقدمتهكمافيوجهالانسانكمعنىاستعارةوليساصلاً. والبعدالثانيهومعنويككيانالشيءوكنههوجوهره.

لنرىذلك(البعدالاولوالثاني) منخلالسياقاتمفردةوجهفينصوصالقرانالكريم:

البعدالاولالمادي:

جاءهذاالمعنىفينصينفقطليعنيوجهالانسانالماديفيمقدمةالرأس؛

النصالاولجاءفيسياقالوضوءبالماءاوبغيابالماء،التيمم؛

يَاأَيُّهَاالَّذِينَآمَنُواإِذَاقُمْتُمْإِلَىالصَّلَاةِفَاغْسِلُواوُجُوهَكُمْوَأَيْدِيَكُمْإِلَىالْمَرَافِقِوَامْسَحُوابِرُءُوسِكُمْوَأَرْجُلَكُمْإِلَىالْكَعْبَيْنِوَإِنكُنتُمْجُنُبًافَاطَّهَّرُواوَإِنكُنتُممَّرْضَىٰأَوْعَلَىٰسَفَرٍأَوْجَاءَأَحَدٌمِّنكُممِّنَالْغَائِطِأَوْلَامَسْتُمُالنِّسَاءَفَلَمْتَجِدُوامَاءًفَتَيَمَّمُواصَعِيدًاطَيِّبًافَامْسَحُوابِوُجُوهِكُمْوَأَيْدِيكُممِّنْهُمَايُرِيدُاللَّـهُلِيَجْعَلَعَلَيْكُممِّنْحَرَجٍوَلَـٰكِنيُرِيدُلِيُطَهِّرَكُمْوَلِيُتِمَّنِعْمَتَهُعَلَيْكُمْلَعَلَّكُمْتَشْكُرُونَ﴿المائدة: ٦﴾

البعدالثانيالمعنوي:

بمعنىالذاتوالكيانوحقيقةالشيءوجوهره،ايكمفهوممعنويوليسماديكوجهالانسانالمعروف:

1- بَلَىٰمَنْأَسْلَمَوَجْهَهُلِلَّـهِوَهُوَمُحْسِنٌفَلَهُأَجْرُهُعِندَرَبِّهِوَلَاخَوْفٌعَلَيْهِمْوَلَاهُمْيَحْزَنُونَ﴿البقرة: ١١٢﴾

2- وَمَنْأَحْسَنُدِينًامِّمَّنْأَسْلَمَوَجْهَهُلِلَّـهِوَهُوَمُحْسِنٌوَاتَّبَعَمِلَّةَإِبْرَاهِيمَحَنِيفًاوَاتَّخَذَاللَّـهُإِبْرَاهِيمَخَلِيلًا﴿النساء: ١٢٥﴾

نرىانهفيكلاالنصينانعبارةوجههلاتعنيوجهالانسانالمعروفوانمايعنيكيانووجدانوحقيقةالانسانمننياتهوافعالهوسلوكهورغباتهوتوجهاتهوافكارهوغيرذلك. فوجهالانسانالمادي(مقدمةالرأس) لايسلموالنصيقولمناسلموجههففعلالتسليمللهينطلقمنالنفسوالذاتوالكيان. والنقطةالمهمةهنافيهاتينالنصينهوفيكلاهماجاءتالجزئية“…مَّنْأَسْلَمَوَجْهَهُلِلَّـهِ…” ونفهممنهاانالجهةالمخاطبةجميعانوعالبشرايبمختلفالوانهمولغاتهمواجناسهمايتشملالجنسالابيضوالاحمروالاصفروقطعاًتشملالجنسذوالبشرةالسوداء(اصطلاحاً)؛فالنصواضحفيشموليتهعلىالانسانيةجمعاءولاأحديقولبخلافذلكلامنالسلفاومنالخلف. فالنصالاوليقولببساطةانايانسانمنايجنساذاأسلموجهللهاياذاأسلمكيانهووجدانهونفسهللهربالعالمين(اتبعالصراطالمستقيم) واتبعسلوكالاحسانمعاخيهالانسانومعبقيةمخلوقاتاللهفاصبحمحسناًاياصبحتصفةالاحسانملازمةلهفيكونفييومالقيامةوالحسابفيمأمنفلاخوفعليهمولاهميحزنونوبمعنىابسطومايتعلقبموضوعبحثناانهذاالنصيشملالانسانذوالبشرةالغامقة(السوداءاصطلاحاً)؛فأينالعنصريةهنا!!

امافيالنصالثانيفنراهيمحقايبوادرعنصريةضدايانساناوتحيزلدينمعيندونمعيارحيثانمعيارالاحسنديناًهوتسليمالوجهايالكيانوالوجدانللهربالعالمينوكذلكاتباعملةابراهيموهيالمنهجالحنيفيوهوذاتهالتسليمللهايتسليمالوجهلله.

ونلاحظكذلكانمفردةوجهوردتفيمفهومآثارعظمةاللهوبصماتهفيالوجود؛كمافيقولهتعالى؛

وَلِلَّـهِالْمَشْرِقُوَالْمَغْرِبُفَأَيْنَمَاتُوَلُّوافَثَمَّوَجْهُاللَّـهِإِنَّاللَّـهَوَاسِعٌعَلِيمٌ﴿البقرة: ١١٥﴾

هناوجهاللهلاتعنيالوجهالمعروفثقافياًحيثلايمكناننقولانللهوجهكماهوالحالمعالبشرواناللهليسكمثلهشيء؛

وكذلكمثلها؛

إِنِّيوَجَّهْتُوَجْهِيَلِلَّذِيفَطَرَالسَّمَاوَاتِوَالْأَرْضَحَنِيفًاوَمَاأَنَامِنَالْمُشْرِكِينَ﴿الأنعام: ٧٩﴾

وَأَنْأَقِمْوَجْهَكَلِلدِّينِحَنِيفًاوَلَاتَكُونَنَّمِنَالْمُشْرِكِينَ﴿يونس: ١٠٥﴾

وكذلكجاءتفيمعنىالجهةالتييستوجباننسعىاليهالطلبالاصلاحوالخيرطلباًلمرضاةالله؛كمافيقولهتعالى؛

وَمَاتُنفِقُونَإِلَّاابْتِغَاءَوَجْهِاللَّـهِ..”

وكذلكجاءتفيمعنىحقيقةالشيءدونتحريف،كمافيقوله؛

“…ذَٰلِكَأَدْنَىٰأَنيَأْتُوابِالشَّهَادَةِعَلَىٰوَجْهِهَا﴿المائدة: ١٠٨﴾

ونستنتجمنهذهالنصوصومثلهاومماذكراعلاهانهاتعطيمعنىعاملمفردةوجهمنحيثالبعدالمعنويوهيالجهةوالكيانوالذاتوالضميروصحيفةالاعمالوحقيقةالانسانوالتيتعكسنياتهوطبيعةاعمالهوغيرذلك.

ونصوصاخرىكثيرةلمفردةوجهلاتعنيوجهالانسانالشائعبينالناسحصراًوانكاناحدهذهالمعانييدلعلىوجهالانسانالمعروفكمابينتآنفاً.

الانلنأخذالمفهومالثانيوالثالث

١تسوّد٢تبيّض

مفهوماسودوابيض

والنقطةالجوهريةالاخرىهومفهوماسودوابيضفهاذانالمفهومانلايعنيانحصراًاللونالاسودوالابيضكماهوشائع. فلنأخذماجاءفيلسانالعربلابنمنظوربخصوصمفردةيسوّد:

“…قالأبومنصوروأنشدأعرابيلعنترةيصفنفسهبأنه:

أبيضالخلقوإنكانأسودالجلد

عليقميصمنسوادوتحتهقميصبياضبنائقه؛

وكانعنترةأسوداللونوأرادبقميصالبياضقلبه…. “

والجديربالذكرهناانعنتربنشدادهوشخصيةسبقتظهوررسولالاسلامونزولالقرأنوكاناحدافرادمجتمعالجزيرةالعربيةونفهممماذكرهابنمنظوربخصوصالاعرابيمععنترةبانهمالعربالاوائلكانتتفهممصطلحالابيضوالاسودبشكلمجردويبدواانلونالبشرةلايدلعلىايمفهومعنصريحيثنرىانالشاعرالاعرابيوصفعنترةابيضالخلقوإنكاناسودالجلدووصفقلبهبقميصابيضبنائقهفهذايعنيانبياضالوجهلايعنيلونالجلدوانمايعنيصفاءالقلبوالنياتوفقماقصدهالاعرابيوهذاماكانيفهمهالعربالاوائل.

وكذلكذكرابنمنظورفيمعجمه:

“…وسوادالقوممعظمهموسوادالناسعوامهموكلعددكثير..

ويقالأتانيالقومأسودهموأحمرهمأيعربهموعجمهموقالابنالأعرابيفيقولهملايزايلسواديبياضكقالالأصمعيمعناهلايزايلشخصيشخصك.فالسوادعندالعربالشخصوكذلكالبياض. ” انتهىالاقتباس

ونستنتجمماذكرهلسانالعربلابنمنظورعندالعربالاوائل  هناكمعانيمختلفةلمفردةاسودولاتقتصرعلىاللونالاسودالمعروفولاتعنيبالضرورةشيءسلبيسيءوالسياقيحددسلبيةالمعنىاوايجابيته.

ولنأخذكذلكماجاءفياهممعاجماللغةلابنفارسفيمقاييساللغةبخصوصمفردةابيضفهيمأخوذةمنالجذراللسانيبيضالباءوالياءوالضادأصلٌ،ومشتقٌّمنه،ومشبَّهبالمشتقّ. فالأصل البَيَاض منالألوان. يقال ابيضَ الشَّىءُ.”

وبعبارةاوضحاناللونالابيضاواللونالاسودوظفهالعربقبلالاسلامفيبعدينظاهروباطن؛فاذاارادواتوظيفهفيظاهرالاشياءليدلعلىلونظاهرالشيءللاشارةلتفريقهعنغيرهمعانتفاءصفةالسلبوالايجابايمجردعنصفاتالشيءايفقطلهدفالتمييزوالتفريقوالاحصاءوالتبويباوغيرذلكفمثلاًاذاكانلدينامجموعةمنالناسعددهمعشرونفردمختلفةالالونفمنهمعشرةبيضوعشرةسود،وهكذا،فليسهناكعنصريةفيهذاالفعلوانمالغرضالاحصاء.

الجديربالذكرانتوظيفالقرانالكريملمفهومالابيضلميأتيبالضرورةبسياقايجابيفيجميعسياقاتهافنرى مثلاًقداوردهافيسياقغيرمحمودكمفيقولهتعالى:

وَتَوَلَّىٰعَنْهُمْوَقَالَيَاأَسَفَىٰعَلَىٰيُوسُفَوَابْيَضَّتْعَيْنَاهُمِنَالْحُزْنِفَهُوَكَظِيمٌ﴿يوسف: ٨٤)

والمعلوم ان معنى ابيّضت في هذا السياق يدل على العمى للعين كما هو معروف وهي حالة ليست محمودة لانها تمثل فقدان البصر للانسان. ومن خلال هذا النص لا احد ينبغي ان يقول ان هذا النص يسيء للانسان ذو البشرة البيضاء لانه وظف عبارة وابيّضتفي سياق فقدان البصر، اذا استخدمنا ذات المنطق المتعلق بعبارة اسود او تسوّد او اسوّدت

القرأناولمنحطمسلاسلالعنصرية

يَاأَيُّهَاالنَّاسُإِنَّاخَلَقْنَاكُممِّنذَكَرٍوَأُنثَىٰوَجَعَلْنَاكُمْشُعُوبًاوَقَبَائِلَلِتَعَارَفُواإِنَّأَكْرَمَكُمْعِندَاللَّـهِأَتْقَاكُمْإِنَّاللَّـهَعَلِيمٌخَبِيرٌ﴿الحجرات: ١٣﴾

نسألهناماهولونبشرةالناسفيالنصاعلاه..

ونسألهناياترىماهولونجلدالمعنيينفيالنصذَكَرٍوَأُنثَىٰهلاحدانيقولالمقصودهناالذكرالابيضوالانثىالبيضاءحصراًوانالنصيستثنيالانسانالاسود. ونسألكذلكمالونبشرةشُعُوبًاوَقَبَائِلَهلهويقتصرعلىالعنصرالابيضمنالناس؛لااحدسويالعقليقولبذلكحتىمناوئيالقرانالكريم. اذنالنصواضحانهيقصدجميعالناسبمختلفالوانهمولغاتهم،ويضعمعيارالقربمناللهوسلّماودرجاتالاكرمعنداللههوالاكثرمخافةمنالله(اتقاكم)،وليسهناكايكتابسماوياودستوربشريقبلنزولالقرانيقول:

إِنَّأَكْرَمَكُمْعِندَاللَّـهِأَتْقَاكُمْ

فعبارةاكرمكمتضمجميعالناسبمختلفالوانهمولغاتهم؛فالانسانالاسودالمتقييكونمكرّمعنداللهوكذلكالابيضوالاحمر. فأينالعنصريةفيالقرانالكريم!!!

ماهيحكمةاختلافلونالبشرةبينالناس

Clinicians soon notice that whilst patients might be treated for erectile dysfunction and taking a drug such as india viagra for sale . Legitimate online pharmacies normally include pharmacists who can verify prescriptions, answer questions, and give alerts order discount viagra and suggestions the same as their physical counterparts. The next step is to compare the prices of Kamagra on the sites that you http://seanamic.com/seanamic-group-pledges-armed-forces-support/ purchase viagra online have opened and decide which one gives you the best in need. It is suitable for healthy men of all age groups, then the medicine cheap viagra should also be advised of the risk of impotence brought by smoking.

افضلاجابةلهذاالسؤالنجدهفيالايةالكريمةالتالية:

وَمِنْآيَاتِهِخَلْقُالسَّمَاوَاتِوَالْأَرْضِوَاخْتِلَافُأَلْسِنَتِكُمْوَأَلْوَانِكُمْإِنَّفِيذَٰلِكَلَآيَاتٍلِّلْعَالِمِينَ﴿الروم: ٢٢﴾

مااعظمهذهالايةالتيتضربعلىخرطومالعنصريةالبائسوتضرببقوةعلىانفمنيتقوّلعلىكتاباللهويتهمهبالعنصرية،حيثتعتبرلونبشرةالانسانآيةومعجزةالهيةفهذايعنيانالانسانذوالبشرةالسوداءايانلونبشرتهالسوداء(اصطلاحاً) هوايةمناياتاللهوابداعاتهفيالخلقوكذلكالالوانالاخرىلبقيةالبشر. اذنوفقهذاالنصانبشرةلونالانسانالافريقيوالمصنفاسوداللوناصطلاحاًيعتبرايةومعحزةوليسمنقصةلهاوتكريسمبدأالعنصريةضدهكمايدعيالبعض.

فأينالعنصريةفيكتابالله!!

وَمَنيَعْمَلْمِنَالصَّالِحَاتِمِنذَكَرٍأَوْأُنثَىٰوَهُوَمُؤْمِنٌفَأُولَـٰئِكَيَدْخُلُونَالْجَنَّةَوَلَايُظْلَمُونَنَقِيرًا﴿النساء: ١٢٤﴾

وهناالنصيشملجميعالناسوبجميعالوانهموالسنتهمايتشملالانسانذوالبشرةالسوداءاذاعملصالحاًوهومؤمنفسيكونمناهلالجنة!

فيكوناسودالبشرةمناهلالجنةاذاتحققشرطالدخولالىالجنةفيهوهوالعملالصالحوالايمانبوجودخالقلهذاالوجود.

فاينالعنصريةفيكتابالله!!

والانلنعودالىالنصقيدالبحث:

يَوْمَتَبْيَضُّوُجُوهٌوَتَسْوَدُّوُجُوهٌۚفَأَمَّاالَّذِينَاسْوَدَّتْوُجُوهُهُمْأَكَفَرْتُمبَعْدَإِيمَانِكُمْفَذُوقُواالْعَذَابَبِمَاكُنتُمْتَكْفُرُونَ(106)

وَأَمَّاالَّذِينَابْيَضَّتْوُجُوهُهُمْفَفِيرَحْمَةِاللَّـهِهُمْفِيهَاخَالِدُونَ﴿آلعمران: ١٠٧

والواضحوالجليمنالنصانفييومالقيامةيكونالناسعلىقسمين؛المؤمنوالكافروكماهومعلوم. فالمؤمنيكونكيانهووجدانهوصحيفةاعمالهصافيةنقيةويكونفيظلالرحمةاللهكماعبرتعنهاالايةوَأَمَّاالَّذِينَابْيَضَّتْوُجُوهُهُمْفَفِيرَحْمَةِاللَّـهِهُمْفِيهَاخَالِدُونَ

وهذايشملجميعالمؤمنينبمختلفالوانهمومنهمالانسانذوالبشرةالسمراء(سوداءاصطلاحاً) ايانالمؤمنالافريقيذوالبشرةالغامقة(السوداء) فييومالقيامةيبيّضوجههاييكونكيانه(وجهه)

يستبشربأنهمناصحابالجنة. ولوتتبعناسياقاتمشابهوالتيتصفاهلالجنةمنالصادقينوالمحسنينوالمتقينوغيرذلكبانوجوههم(كيانهم) بيضاءمستبشرةضاحكةفرحةوغيرذلكمنالصفاتالحميدةومقابلهانرىوجوه(كيانات) الكفرةالمجرمونالمكذبونبانهاغبرةوباسرةومسودة:

وُجُوهٌيَوْمَئِذٍمُّسْفِرَةٌ* ضَـٰحِكَةٌمُّسْتَبْشِرَةٌ* وَوُجُوهٌيَوْمَئِذٍعَلَيْهَاغَبَرَةٌ* تَرْهَقُهَاقَتَرَةٌ } [عبسى: 38 ـ41]

وُجُوهٌيَوْمَئِذٍنَّاضِرَةٌ* إِلَىٰرَبّهَانَاظِرَةٌ* وَوُجُوهٌيَوْمَئِذٍبَاسِرَةٌ* تَظُنُّأَنيُفْعَلَبِهَافَاقِرَةٌ } [القيامة: 22 ـ25]

تَعْرِفُفِىوُجُوهِهِمْنَضْرَةَٱلنَّعِيمِ } [المطففين: 24]

:{ وَيَوْمَٱلْقِيَـٰمَةِتَرَىٱلَّذِينَكَذَبُواْعَلَىٱللَّهِوُجُوهُهُممُّسْوَدَّةٌ } [الزمر: 60]

الاشكالالاخيروهوهلهناكمصداقيةلمفهومالاسودوالابيضكمعيارللاعمالكمايبدومنالنصالقرانيقيدالبحثيومتبيّضوجوهوتسّودوجوه..”

الاجابةعنهذاالاشكاليكمنفيمعرفةفيمااذاكانتصنيفلونبشرةالفردالافريقي(الاسوداصطلاحاً) هوصحيحوحقيقيتأصيليامانهمفهومثقافيبشرياصطلاحيمكتسب!؟!

عندتفحصادبياتتأريخالعربقبلالاسلاموبعدهبقليلوخصوصاًفيزمنالرسولالكريمنخلصالىحقيقةمهمةوهياناصطلاحاللونالاسودعلىاصحابالبشرةالغامقة(الافارقةوغيرهم) هواصطلاحبشريثقافيواخذابعاداعنصريةمقيتةبمرورالزمنضدهذهالشريحةمنالناس،مماادىبالقاءظلالهعلىمصداقيةلسانالتنزيلالحكيم. ولدعمماتوصلنااليهنوردشيئاًمنماوردفيكتبالتأريخوالسيرةوالتفسير:

روىالبخاري: أنأباذروبلالاًالحبشيرضياللهعنهماتغاضباوتسابا،وفيثورةالغضبقالأبوذرلبلال: ياابنالسوداء! فشكاهبلالإلىالنبيصلىاللهعليهوسلم،فقالالنبيصلىاللهعليهوسلملأبيذر: “أعيرتهبأمه؟إنكامرؤفيكجاهلية“:

“…ماذاكانيعنيعندالعربأنيقال: أسود،أحمر،أبيض،أسمر،أدلم،آدم،أسحمأوأسمر؟

قالصلىاللهعليهوسلم: (بعثتإلىالأحمروالأسود)

قيل:السودالعربلأنالغالبعلىألوانهمالأدمةفهممنالسود،والحمرالعجم،

وقيلالبيضوالسودمنالأمم،….”

وكذلكقيلعنالأسمرأوالآدمكماجاءفيسيرأعلامالنبلاء“…إنكانفيلونأهلالهند،قالوا: أسمروآدم،وإنكانفيسوادالتكرور،قالوا: أسود،وكذاكلمنغلبعليهالسوادقالوا: أسود،أوشديدالأدمة. ويلاحظأنالتكاريركانوامعروفينمنذذلكالزمن،وهمأهلشمالنيجرياوالنيجرحاليا،والوصفالسائدعليهماليوم: تكارين،ومفردهاتكروني،وهيكلمةمتداولةفيالحجازحتىاليوم……

وقدجاءفي“(مفرداتألفاظالقرآن)” مفاده؛“..اللونالأخضر:والخضرة: أحدالألوانبينالبياضوالسواد،وهوإلىالسوادأقرب،ولهذاسميالأسودأخضر..

وقدجاءفيتيسيرالتفسيرللقطان،مايلي“…والعربتقوللكلأخضرٍهواسود. ومنهسوادالعراقلكثرةنخيله..

وجاءفيتفسيرالحقي؛

وقالالراغب: الخضرةاحدالألوانبينالبياضوالسوادوهوإلىالسواداقربولهذايسمىالأسوداخضر

قالالشاعر(وهوالفضلبنالعباسبنعتبةبنأبيلهب):

وَأَنَاالأخْضَرُمَنْيَعْرِفُنِيأخْضَرُالجِلْدَةِفِيبَيْتِالعَرَبْ.

وجاءفيبصائرذويالتمييزفيلطائفالكتاب؛“…وربماسمواالأَسودأَخضر،ويسمَّىالليلأَخضرلسواده.

وجاءفيتفسيرغريبمافيالصحيحينالبخاريومسلم…”…ويقالبحرأخضروكتيبةخضراء( كمافيفتحمكة):لسوادهماولسوادالحديدفيأحدهماوخضرةالحديدسواده.

وجاءفيكتابشرحتنقيحالفصولمايلي؛“..الفرقبينالضِّدَّيْنوالنقيضينأنالضدَّيْنوصفانوجوديانيتعاقبانموضعاًواحداًيستحيلاجتماعهما،ولكنقديرتفعان،كالسوادوالبياضلايجتمعانفيمكانٍواحدٍلكنيمكنأنيكونالشيءلاأسودولاأبيضبلأخضرمثلاً. هكذايعلممنيقرأهذهالنصوصأنوصفالسودانيينللرجلالشديدالسمرةبأنهأخضرأوأخدرهووصفعربيسليمولمنجدعلىكثرةمنخالطنامنالعربمنلميزليستعملهذهالصفةللدلالةعلىلونالبشرة..

وكانتالعربتشيرالىالفردالاسودبالأدلم: الأسود،والدلمة: سوادمعطول…”

وقدجاءفيالسيرةالنبويةلابنهشام  بخصوصهاجرأمنبياللهإسماعيل  وهيزوجنبياللهإبرهيمالخليل،وجدةالنبيالخاتممحمدبنعبداللهصلواتاللهوسلامهعليهمأجمعين؛حيثجاءفيالسيرةالنبويةلابنهشام: وَصَاةُالرّسُولِصَلّىاللّهُعَلَيْهِوَسَلّمَبِأَهْلِمِصْرَوَسَبَبُذَلِكَ: قَالَابْنُهِشَامٍ: حَدّثَنَاعَبْدُاللّهِبْنُوَهْبٍعَنْعَبْدِاللّهِبْنِلَهِيعَةَ،عَنْعُمَرَمَوْلَىغُفْرَةَأَنّرَسُولَاللّهِصَلّىاللّهُعَلَيْهِوَآلِهِوَسَلّمَقَالَ: اللّهَاللّهَفِيأَهْلِالذّمّةِ،أَهْلِالْمَدَرَةِالسّوْدَاءِالسّحْمِالْجِعَادِفَإِنّلَهُمْنَسَبًاوَصِهْرًا

قَالَعُمَرُمَوْلَىغُفْرَةَ: نَسَبُهُمْأَنّأُمّإسْمَاعِيلَالنّبِيّصَلّىاللّهُعَلَيْهِوَسَلّمَمِنْهُمْ.

وفيهذاالنصاعلاهنرى  أنرسولاللهمحمدص  قدوصفقومهاجرأمإسماعيلبنإبراهيمالخليلبالسحمالجعاد،فماالمقصودبالسحموالجعاد؟وفيلسانالعرب: سحم: السَّحَمُوالسُّحاموالسُّحْمَةُ: السواد،

وقالالليث:السّحْمَةُسوادكلونالغرابالأَسْحَمِ،وكلأَسودأَسْحَمُ.

جعد: الجعدمنالشعر: خلافالسبط،وقيلهوالقصير؛عنكراع. شعرجعْد:

بَيِّنُالجُعودة،جَعُدجُعُودةوجَعادةوتَجَعَّدوجَعَّدهصاحبهتجعيداً،ورجلجعدالشعر: منالجعودة،والأُنثىجعْدة،وجمعهماجعاد،وعكسهاسبطالشعر،أيسبيبيكمانقولاليومفيدارجتناالسودانية.”

ونستنتجمنهذاالسردالتأريخيانالعربفيالاصللاتسميالافريقيغامقالبشرة(الاسوداصطلاحاً) بالاسودكماهوشائعحيثكانتتسميهبالاخضرأوالاسحموالاجعدولهذافانالنصالقرانيقيدالبحثلايبطننفحاتعنصريةاطلاقاًفمعيارالاسودوالابيضللعملالطالحوالصالحليسلهعلاقةبالانسانالغامقالبشرة(الاسوداصطلاحاً).

واللهاعلم

عادلحسين

اياتالبحث

وَلِلَّـهِالْمَشْرِقُوَالْمَغْرِبُفَأَيْنَمَاتُوَلُّوافَثَمَّوَجْهُاللَّـهِإِنَّاللَّـهَوَاسِعٌعَلِيمٌ﴿البقرة: ١١٥﴾

قَدْنَرَىٰتَقَلُّبَوَجْهِكَفِيالسَّمَاءِفَلَنُوَلِّيَنَّكَقِبْلَةًتَرْضَاهَافَوَلِّوَجْهَكَشَطْرَالْمَسْجِدِالْحَرَامِوَحَيْثُمَاكُنتُمْفَوَلُّواوُجُوهَكُمْشَطْرَهُوَإِنَّالَّذِينَأُوتُواالْكِتَابَلَيَعْلَمُونَأَنَّهُالْحَقُّمِنرَّبِّهِمْوَمَااللَّـهُبِغَافِلٍعَمَّايَعْمَلُونَ﴿البقرة: ١٤٤﴾

وَلِكُلٍّوِجْهَةٌهُوَمُوَلِّيهَافَاسْتَبِقُواالْخَيْرَاتِأَيْنَمَاتَكُونُوايَأْتِبِكُمُاللَّـهُجَمِيعًاإِنَّاللَّـهَعَلَىٰكُلِّشَيْءٍقَدِيرٌ﴿البقرة: ١٤٨﴾

وَمِنْحَيْثُخَرَجْتَفَوَلِّوَجْهَكَشَطْرَالْمَسْجِدِالْحَرَامِوَإِنَّهُلَلْحَقُّمِنرَّبِّكَوَمَااللَّـهُبِغَافِلٍعَمَّاتَعْمَلُونَ﴿البقرة: ١٤٩﴾

وَمِنْحَيْثُخَرَجْتَفَوَلِّوَجْهَكَشَطْرَالْمَسْجِدِالْحَرَامِوَحَيْثُمَاكُنتُمْفَوَلُّواوُجُوهَكُمْشَطْرَهُلِئَلَّايَكُونَلِلنَّاسِعَلَيْكُمْحُجَّةٌإِلَّاالَّذِينَظَلَمُوامِنْهُمْفَلَاتَخْشَوْهُمْوَاخْشَوْنِيوَلِأُتِمَّنِعْمَتِيعَلَيْكُمْوَلَعَلَّكُمْتَهْتَدُونَ﴿البقرة: ١٥٠﴾

لَّيْسَعَلَيْكَهُدَاهُمْوَلَـٰكِنَّاللَّـهَيَهْدِيمَنيَشَاءُوَمَاتُنفِقُوامِنْخَيْرٍفَلِأَنفُسِكُمْوَمَاتُنفِقُونَإِلَّاابْتِغَاءَوَجْهِاللَّـهِوَمَاتُنفِقُوامِنْخَيْرٍيُوَفَّإِلَيْكُمْوَأَنتُمْلَاتُظْلَمُونَ﴿البقرة: ٢٧٢﴾

فَإِنْحَاجُّوكَفَقُلْأَسْلَمْتُوَجْهِيَلِلَّـهِوَمَنِاتَّبَعَنِوَقُللِّلَّذِينَأُوتُواالْكِتَابَوَالْأُمِّيِّينَأَأَسْلَمْتُمْفَإِنْأَسْلَمُوافَقَدِاهْتَدَواوَّإِنتَوَلَّوْافَإِنَّمَاعَلَيْكَالْبَلَاغُوَاللَّـهُبَصِيرٌبِالْعِبَادِ﴿آلعمران: ٢٠﴾

وَقَالَتطَّائِفَةٌمِّنْأَهْلِالْكِتَابِآمِنُوابِالَّذِيأُنزِلَعَلَىالَّذِينَآمَنُواوَجْهَالنَّهَارِوَاكْفُرُواآخِرَهُلَعَلَّهُمْيَرْجِعُونَ﴿آلعمران: ٧٢﴾

وَمَنْأَحْسَنُدِينًامِّمَّنْأَسْلَمَوَجْهَهُلِلَّـهِوَهُوَمُحْسِنٌوَاتَّبَعَمِلَّةَإِبْرَاهِيمَحَنِيفًاوَاتَّخَذَاللَّـهُإِبْرَاهِيمَخَلِيلًا﴿النساء: ١٢٥﴾

ذَٰلِكَأَدْنَىٰأَنيَأْتُوابِالشَّهَادَةِعَلَىٰوَجْهِهَاأَوْيَخَافُواأَنتُرَدَّأَيْمَانٌبَعْدَأَيْمَانِهِمْوَاتَّقُوااللَّـهَوَاسْمَعُواوَاللَّـهُلَايَهْدِيالْقَوْمَالْفَاسِقِينَ﴿المائدة: ١٠٨﴾

وَلَاتَطْرُدِالَّذِينَيَدْعُونَرَبَّهُمبِالْغَدَاةِوَالْعَشِيِّيُرِيدُونَوَجْهَهُمَاعَلَيْكَمِنْحِسَابِهِممِّنشَيْءٍوَمَامِنْحِسَابِكَعَلَيْهِممِّنشَيْءٍفَتَطْرُدَهُمْفَتَكُونَمِنَالظَّالِمِينَ﴿الأنعام: ٥٢﴾

إِنِّيوَجَّهْتُوَجْهِيَلِلَّذِيفَطَرَالسَّمَاوَاتِوَالْأَرْضَحَنِيفًاوَمَاأَنَامِنَالْمُشْرِكِينَ﴿الأنعام: ٧٩﴾

وَأَنْأَقِمْوَجْهَكَلِلدِّينِحَنِيفًاوَلَاتَكُونَنَّمِنَالْمُشْرِكِينَ﴿يونس: ١٠٥﴾

اقْتُلُوايُوسُفَأَوِاطْرَحُوهُأَرْضًايَخْلُلَكُمْوَجْهُأَبِيكُمْوَتَكُونُوامِنبَعْدِهِقَوْمًاصَالِحِينَ﴿يوسف: ٩﴾

وَإِذَابُشِّرَأَحَدُهُمبِالْأُنثَىٰظَلَّوَجْهُهُمُسْوَدًّاوَهُوَكَظِيمٌ﴿النحل: ٥٨﴾

وَمِنَالنَّاسِمَنيَعْبُدُاللَّـهَعَلَىٰحَرْفٍفَإِنْأَصَابَهُخَيْرٌاطْمَأَنَّبِهِوَإِنْأَصَابَتْهُفِتْنَةٌانقَلَبَعَلَىٰوَجْهِهِخَسِرَالدُّنْيَاوَالْآخِرَةَذَٰلِكَهُوَالْخُسْرَانُالْمُبِينُ﴿الحج: ١١﴾

فَأَقِمْوَجْهَكَلِلدِّينِالْقَيِّمِمِنقَبْلِأَنيَأْتِيَيَوْمٌلَّامَرَدَّلَهُمِنَاللَّـهِيَوْمَئِذٍيَصَّدَّعُونَ﴿الروم: ٤٣﴾

وَمَنيُسْلِمْوَجْهَهُإِلَىاللَّـهِوَهُوَمُحْسِنٌفَقَدِاسْتَمْسَكَبِالْعُرْوَةِالْوُثْقَىٰوَإِلَىاللَّـهِعَاقِبَةُالْأُمُورِ﴿لقمان: ٢٢﴾

وَيَبْقَىٰوَجْهُرَبِّكَذُوالْجَلَالِوَالْإِكْرَامِ﴿الرحمن: ٢٧﴾

يَاأَيُّهَاالَّذِينَآمَنُوالَاتَقْرَبُواالصَّلَاةَوَأَنتُمْسُكَارَىٰحَتَّىٰتَعْلَمُوامَاتَقُولُونَوَلَاجُنُبًاإِلَّاعَابِرِيسَبِيلٍحَتَّىٰتَغْتَسِلُواوَإِنكُنتُممَّرْضَىٰأَوْعَلَىٰسَفَرٍأَوْجَاءَأَحَدٌمِّنكُممِّنَالْغَائِطِأَوْلَامَسْتُمُالنِّسَاءَفَلَمْتَجِدُوامَاءًفَتَيَمَّمُواصَعِيدًاطَيِّبًافَامْسَحُوابِوُجُوهِكُمْوَأَيْدِيكُمْإِنَّاللَّـهَكَانَعَفُوًّاغَفُورًا﴿النساء: ٤٣﴾

يَاأَيُّهَاالَّذِينَأُوتُواالْكِتَابَآمِنُوابِمَانَزَّلْنَامُصَدِّقًالِّمَامَعَكُممِّنقَبْلِأَننَّطْمِسَوُجُوهًافَنَرُدَّهَاعَلَىٰأَدْبَارِهَاأَوْنَلْعَنَهُمْكَمَالَعَنَّاأَصْحَابَالسَّبْتِوَكَانَأَمْرُاللَّـهِمَفْعُولًا﴿النساء: ٤٧﴾

أَفَمَنيَمْشِيمُكِبًّاعَلَىٰوَجْهِهِأَهْدَىٰأَمَّنيَمْشِيسَوِيًّاعَلَىٰصِرَاطٍمُّسْتَقِيمٍ﴿الملك: ٢٢﴾

إِنَّمَانُطْعِمُكُمْلِوَجْهِاللَّـهِلَانُرِيدُمِنكُمْجَزَاءًوَلَاشُكُورًا﴿الانسان: ٩﴾

وُجُوهٌيَوْمَئِذٍنَّاضِرَةٌ﴿القيامة: ٢٢﴾

وَوُجُوهٌيَوْمَئِذٍبَاسِرَةٌ﴿القيامة: ٢٤﴾

وُجُوهٌيَوْمَئِذٍمُّسْفِرَةٌ﴿٣٨ضَاحِكَةٌمُّسْتَبْشِرَةٌ﴿٣٩وَوُجُوهٌيَوْمَئِذٍعَلَيْهَاغَبَرَةٌ﴿٤٠تَرْهَقُهَاقَتَرَةٌ﴿٤١أُولَـٰئِكَهُمُالْكَفَرَةُالْفَجَرَةُ﴿٤٢

مفهومالاسودوالابيض

أُحِلَّلَكُمْلَيْلَةَالصِّيَامِالرَّفَثُإِلَىٰنِسَائِكُمْهُنَّلِبَاسٌلَّكُمْوَأَنتُمْلِبَاسٌلَّهُنَّعَلِمَاللَّـهُأَنَّكُمْكُنتُمْتَخْتَانُونَأَنفُسَكُمْفَتَابَعَلَيْكُمْوَعَفَاعَنكُمْفَالْآنَبَاشِرُوهُنَّوَابْتَغُوامَاكَتَبَاللَّـهُلَكُمْوَكُلُواوَاشْرَبُواحَتَّىٰيَتَبَيَّنَلَكُمُالْخَيْطُالْأَبْيَضُمِنَالْخَيْطِالْأَسْوَدِمِنَالْفَجْرِثُمَّأَتِمُّواالصِّيَامَإِلَىاللَّيْلِوَلَاتُبَاشِرُوهُنَّوَأَنتُمْعَاكِفُونَفِيالْمَسَاجِدِتِلْكَحُدُودُاللَّـهِفَلَاتَقْرَبُوهَاكَذَٰلِكَيُبَيِّنُاللَّـهُآيَاتِهِلِلنَّاسِلَعَلَّهُمْيَتَّقُونَ﴿البقرة: ١٨٧﴾

يَوْمَتَبْيَضُّوُجُوهٌوَتَسْوَدُّوُجُوهٌفَأَمَّاالَّذِينَاسْوَدَّتْوُجُوهُهُمْأَكَفَرْتُمبَعْدَإِيمَانِكُمْفَذُوقُواالْعَذَابَبِمَاكُنتُمْتَكْفُرُونَ﴿آلعمران: ١٠٦﴾

وَيَوْمَالْقِيَامَةِتَرَىالَّذِينَكَذَبُواعَلَىاللَّـهِوُجُوهُهُممُّسْوَدَّةٌأَلَيْسَفِيجَهَنَّمَمَثْوًىلِّلْمُتَكَبِّرِينَ﴿الزمر: ٦٠﴾

مقاييساللغةلابنفارس

لسانالعربلابنمنظور

بعضالمعلوماتالتأريخيةمأخوذةمنصفحة(مشكورة):sudaneseonline

Posted in History, Islam, Muslim History, Quran scincees, Quran Tafsir, Quranic sciences | Leave a comment

Imam Ali meets al-khizir

Imam Ali meets al-khizir

“Ask me before you lose me”

“سلوني قبل ان تفقدوني”

Introduction

Never in the recorded history of mankind that any man, intellectual, philosopher, or any human social ranking, have the confidence to say to people “ask me before you lose me, that I know about the paths of heavens more than I know of the paths of the Earth(1)”; this statement was uttered by Imam Aliat the Mosque before many Muslims, during the occasion of his election as a forth Caliph. He has not only said such profound statement but surely he has substantiated it with a vast ocean of wisdom which is still being considered the main source of spiritual guidance for all truth seekers from all denominations. It is worth noting here that it seems that all types of people want to claim some kind of relationship to Imam Ali.We find the Shi’a Muslims take him at the center of their doctrine, the average Sunni Muslims also make claims to him but of a different intensity which is not as central as with the Shi’a Muslims. However many Sunni Sufis take Imam Ali an essential guide for their spiritual journey. And Sufis in general, from various denominations, also take Imam Ali as a spiritual beacon of light in their quest for human perfection.

I believe that this unique fact, and that is Imam Ali being claimed by many groups as a symbol of hope and tranquility of man’s search of the Ultimate Truth of the cosmos, would only project his greatness and the important role in acquiring the divine wisdom of God and its various deeper dimensions within the the human soul.
Imam Ali’s (as) knowledge and Prophet Muhammad (pbuh)
It is important to be conscious of one important fact that all of those who wish to take Ali at the center of their spiritual journey ought to remember that he was only a divine mirror of the reality of Prophet Muhammad (sAaww). He was like the moon which reflects the light of the Sun of Prophet Muhammad’s inner reality and he draws his cosmological knowledge from the divine reservoir of Prophet Muhammad’s wisdom. Imam Ali has often stated that he has accompanied the messenger of God like a shadow follows its object or like a baby lamb following its mother(2). And he also stated that the messenger of God has taught him the hidden divine knowledge of God “al’ilm alilahi” on a continuous bases from a very early stage, when he stated “la’qad za’qqni rasoolulallah al’ilma za’qan za’qa(2)” which literally means”verily the messenger of God has fed me the knowledge bit by bit” In this particular statement, Imam Ali has employed a very interesting Arabic term;”za’qqani-he fed me” which is used, in the Arabic literature, in respect to the feeding process of the baby bird by its mother. This beautiful statement certainly signify the depth of Imam Ali’s knowledge which seem to have began from an early age just as the baby bird when it is fed by its mother; as his statement implies.
The Grand Meeting between two Galaxies of  knowledge…
In this short post I will not go into details of Ali’s importance to Islam and his essential relationship to the messenger of God, but I chose a short story which refer to beautiful encounter between Imam Ali (as) and the mysterious personality of Islam who is known as “al-khizir”, who has been a very important figure in the Sufi doctrine and he represents the mystical aspect of God’s knowledge. This beautiful encounter is between two divine lights of the cosmos which through their public meeting some of the sublime knowledge of God was revealed to mankind.

The beauty of this story is that none of them was seeking knowledge from the other- this can be seen when “alkhizir” replied at the end of their conversation“..you have told the truth, O commander of the faithful”, rather the purpose of their conversation was to teach man some of the important aspects of life; to warn man of the consequences of his evil actions and bad choices; and to encourage man to sincerely bring out his divine aspects of God vested within him in order to preserve the human consciousness which is a fundamental principle to society progress and prosperity.

This conversation has touched upon the main causes of poverty in the world which was summed up in three different types of participants;
1- the scholar, 2-the rich، 3-and the poor,
He suggests that any one of these three principles do not make attempts to pursue the universal values of humanity and to adhere to the calls of human consciousness to alleviate the pain and suffering in the society. He alluded to the serious consequences of man’s selfish desire in accumulating wealth without having regard to the less fortunate people and it suggested that the main culprits of this negative human conduct are committed by various elements of society members; the wealthy people who hold back in spending portion, of their God given blessings, to the poor and desperate of society, big corporations, and corrupt political systems. When we allow ourselves to become complicit in this crime of poverty then we have in essence abandoned God; abandoned the essence of our humanity and embraced infidelity; embraced the evil aspects of our nature. Neglecting the poor is another form of denying God even though we are unaware of it, and we are also denying that God is the Ultimate giver and the source who bestows upon us blessings and wealth out of which a portion of it is to be given to the poor. In addition to that religious angle, from an intellectual and spiritual angle; abandoning or neglecting the poor reflects the failure of man to authenticate his or her humanness and reflects the sense of selfishness and a blatant form of hypocrisy and ignorance. And that is how Imam Ali would suggest that we might be returning back to the state of infidelity; ie ignorance of the reality of man’s essence even though we may maintain our belief in God verbally or maintain our declared commitment to human values.
And furthermore Imam Ali allude to the second cause; that is by a wealthy person who do not hold back spending for the righteous people of the world, as he stated;

“…and the wealthy become a miser, …then the world would return to its original state that is from belief to infidelity…”

He also alluded to another type of poverty in this world and that is “the poverty of knowledge” or it is often called “ignorance.” Certainly this kind of poverty has more devastating consequences on the peace and stability of society. Ignorance will keep people in darkness which is the main cause of all social, economic, political oppression in society. This notion is seen in his statement;

“Therefore if a scholar conceals his knowledge …… then the world would return to its original state that is from belief to infidelity.”
The poor as a culprit?!!
This is very surprising notion to suggest that the poor may play a negative roll to misery and failure of society. This is really astonishing to include the poor in this equation. It is remarkable notion indeed for it suggests that the may not surrender to his plight and keep laying the blame on the rich or society and maintain evoking the victim’s card and do nothing in attempting to play a positive roll in bringing about positive change to society. In other words, he suggested that in addition to the obligations of the rich and the scholar towards society, there also an obligation fall upon the shoulder of the poor. He suggests that the essential obligation falls upon the poor is to be patient, because patience is the remedy for the pain and agony of poverty. The poor should not only expect people to act upon their obligations that is to spend a portion of their wealth to them, which could be a long wait and as result of this reality they will be subjugated to pain and sufferings which may not be endured and consequently may lead to undesirable actions in society; such robbery, drugs and various types of criminal activities.  So patience has the secrets of the Divine which would manifest, into the hearts of the poor, in the form of divine knowledge, which would assist him to endure hardship and to pursue after what is good and abstain from what is bad; this notion is clearly stated;

“and the third one is by a poor person who is patient. Therefore …..if the poor person loses patience then the world would return to its original state that is from belief to infidelity…..And as for the patient one, if his heart desires something and he succeeds in getting what he desires for then he is able, through his knowledge, to abstain from that which has evil consequences.”
This dialogue is a meeting between two extraordinary people who have been swimming in the divine sea of love. Both have seen and experienced the Glory of the cosmos in its purest form. There was no part of this conversation committed to their persons and personal affairs rather it was purely geared towards the human family’s future and the essential elements for its prosperity, and to warn mankind from the elements which lead to its failure and misery.
For buy cialis soft most users, prescribed cheap Kamagra has made a large number of people its victims and they are so stressed about it due to the obesity, smoking, cholesterol, diabetes or some mental conditions. All the people of all classes cannot tadalafil no prescription take the medicine. A sports Osteopaths takes time to know the patient and his partner which helps in improving their ultimate satisfaction with successful treatment of impotence sildenafil in canada nichestlouis.com condition. I believe it is important for those who decide to use this drug to consult with the physician on every purchasing High quality medicines are available at the cheapest prices 24*7 hours online customer support nichestlouis.com generic viagra prices solves all your queries regarding product delivery.
We find in this conversation Imam Ali has presented the gloomy future of Muslims, when he said;

“O inquirer, do not be impressed by the multitudes of the Mosques nor by the multitudes of communities whose bodies are together but their hearts are dispersed.”

These words are not a mere predictions for Imam Ali is not psychic nor a fortune tell rather he has access to the divine knowledge of Prophet Muhammad. So he was simply divulging some of that knowledge for the benefit of mankind.

Aren’t these words true representation of the Muslim community today? There are thousands of Mosques throughout the world today and being attended by millions of worshipers, and unfortunately many of them teach Muslims hate, bigotry, and racism; although many others teaches tolerance and peace. Therefore these facts are not allegations rather they are a true facts and I personally testify to them before God. Just look at the current situation of many Muslims today then you will recognize the consequences of such social and spiritual diseases which are being preached and taught by many deviated Muslim scholars through the pulpits of the many Mosques throughout the world. Why can’t we, Muslims, acknowledge such flaws in our teachings which are not true representations of Islam and the teachings of the messenger of Islam? Certainly Imam Ali here did not make accusations against the Muslims of later generations, but rather this was a divine knowledge which was taught to him by the messenger of God. In this particular incident we see that no one at the Mosque actually had any useful question to ask Imam Ali which could be relevant to their spiritual and physical well being, but God had to order one of His servants to appear before Imam Ali in the mosque so that these important facts are revealed to mankind. But we, Muslims do not seem to ponder about these predictions which represents a grim reality of Muslim situation today which is caused by our own mishaps and evil doings and the deliberate attempts to distort the teachings of Prophet Muhammad and the Quran:

5:41 ..those who say with their mouths, “We believe,” the while their hearts do not believe;…. They distort the meaning of the [revealed] words, taking them out of their context,”

And in addition Muslims do not make a sincere efforts to take a different direction than the current one which has proven its failure. Muslims today seem to think that “everything is fine Walhamdullilah” but the fact of the matter is that “everything is NOT fine and is NOT Alhamdullilah” rather we should acknowledge our serious flaws of our approach towards life and our fellow man. Muslims today have surrendered to their miserable situation and are impotent to stand up against the dogmatic religious establishment who have a complete control over their minds and soul. Many Muslims today, seem to retire the idea of change to the awaited Saviour whom we call “almahdi” This is certainly an easy way to escape from our responsibility of making a positive change in our direction and our outlook to this life and towards our fellow man. This total reliance on this mysterious element of change “the divine reformer- almahdi” represent our failures and inability to initiate a new course in this life and to embrace the philosophy of life and not death; the philosophy of love and not hate-against the infidels!!!!
The grand dialogue

Now here is the meeting between two Galaxies of devotion and love; Ali and alkhizir (Allah’s blessings be upon them)

“…While Imam Ali was addressing the Muslims in the mosque of Kufa upon his nomination for the leadership, after the demise of Uthman bin ‘affan, the third Caliph of Muslims, one man sitting at the back of the mosque behind the crowed, when he heard the Imam saying “ask me before you lose me” this man got up using his cane and began finding his way, slowly through the crowds towards Imam Ali at the pulpit. Finally he came close to Imam Ali and asked him a question; O ameerulmu’mineen-commander of the faithful, guide me to an act that which acting upon it would save me from the Hell fire.m; then Imam Ali replied:
“….O inquirer, … know that the world has been raised by three principles; one is by a scholar “’alim” whose knowledge is shared and disclosed to others, and the second one is by a wealthy person who does not hold back spending for the righteous people of the world, and the third one is by a poor person who is patient. Therefore if a scholar conceals his knowledge and the wealthy becomes a miser, and the poor person loses patience then the world would return to its original state that is from belief to infidelity. O inquirer, do not be impressed by the multitudes of the Mosques nor by the multitudes of communities whose bodies are together but their hearts are dispersed. Know that the people are of three types of people; zahid-hermit, pursued by personal desire and patient. As for the hermit one he does not get excited for his gains in this world nor does he feel distressed for his loses. And as for the patient one, if his heart desires something and he succeeds in getting what he desires for then he is able, through his knowledge, to abstain from that which has evil consequences. But the one who pursues his desires, for worldly reasons, he will have no regards to the legitimacy and lawful means of what he gets and gains. Then the inquirer asks Imam Ali, what would be the signs of a believer in such times? Then the Imam replied “his signs would be that when he ponders about the rights “’huqoo’q” which are commanded by God he would honour them, and he would disassociates him-self from anything that which opposes God’s commands even if it was a dear beloved, next of kin, to him. Then the inquirer said “you have told the truth, O commander of the faithful”.
And then the inquirer walked away from the mosque quietly and vanished. At that point of time the crowd wanted to meet this inquirer but he could not be seen anywhere, then Imam Ali smiled to the crowed and said; “this was my brother “alkhizir as”(3)

Adill Hissan
Copy Right reserved
(1) Sunni and Shi’a sources reported this statement, “ask me before you lose me, that I know about the paths of heavens more than I know of the paths of the Earth”, such as, tirmidti, tabari, bukhari, and nahjulbalagha, alkafi, biharulanwar, and others.

(2) tirmidi, tabari, alkafi, nahjubalgha.

(3) This story was taken from “altawhid for aamli alsudoo’q page 205”; translated from the Arabic to English by “Adill Hissan”

(4) Wikipedia “Al-Khidr (Arabic: الخضر, literally “the green one”, also transcribed: Khidr, Khidar, Khizr, Khizar) has a disputed status amongst scholars; some say he is a Saint(`Abdan Saalih) while others say he is a Prophet in Islam. He is assumed to be referred to in Qur’ansuraAl-Kahf(18:65-82), in an encounter with Moses, where Moses (Nabi Musa), the Biblicalprophet, meets Al-Khidr, referred in the Quran as one of Our servants, on whom We had bestowed Mercy from Ourselves and whom We had taught knowledge from Our own Presence..[Qur’an18:65]. Moses asks him for permission to accompany him so Moses can learn from the Green Man’s knowledge. Al-Khidr, realizing that Moses had the Torahand divine knowledge to draw upon, informed him in a stern manner that their knowledge is of different nature and that Moses would not bear to observe him without asking questions. Moses promised to be patient and they agreed to travel together

Posted in History, Irfan, Islam, Metaphysics, Middle East, Muslim History, Muslim philosophy, Muslim Wisdom, Muslim Worlds, Mysticism, Philosophy, Quran Itfan, Quran scincees, Quranic science, Quranic sciences, Sufism, Uncategorized, Wisdom | Leave a comment

مجردتأملوتمني

اتمنىمنالمسلمينانيعيدواالنظرفيحساباتموعدشهررمضانالحقيقي. ويمكناناجزم،واللهاعلم،انمواقيتشهررمضانعلىمدىعدةقرونخطألانهاتتبنىالتقويمالغربيالشمسيوكانينبغيانيعتمدعلىالتقويمالقمريكماهوIt viagra cialis prix was completely related with the men’s fitness which started beyond a long time. The internal complications decreasing the natural erection are treated by Kamagra, as a cure that is totally meant for dominating levitra cost the sexual dysfunction in males. An eczema natural remedy cost levitra no prescription Read More Here less than a third of the cost. cialis canada online Sildenafil Citrate was the first recognized medication for treating ED. class=”s1″>فيالتنزيلالحكيم. وانالنظامالتقويميالمتبعاليومهوخلافماكانعليهالرعيلالاولمنالمسلمين،امااليومفقداصبحناتابعينلنظامالغربالتقويميالشمسيوهذاممايؤسف له. وسوف نقوم بنشر مقال لتوضيح هذا الاشكال قريباً انشاء الله.

تحياتناللجميع

Posted in Islam, Muslim fasting, Quran scincees, Quran Tafsir, Quranic science, Quranic sciences, Ramadan | Leave a comment

الخمر بين التحريم والنهي والاجتناب

الخمر بين التحريم والنهي والاجتناب…

“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ@ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّـهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ”

ملاحظة: لقد تم نشر هذه المقدمة سابقاً ووعدت ان اكمل البحث لاحقاً. ونأسف على تأخير ذلك لانشغالاتي الدنوية. ونظراً لطول البحث واهميته فقد تم تقسيمه الى عدة اجزاء وسوف يكون الجزء الاول ذات المقدمة المنشورة سابقاً لتهيئة فهم البحث بصورة افضل لعل الكثير لم يقرأ هذه المقدمة.

الجزء الاول

مقدمة

اكيد ان موضوع تحريم الخمر يعتبر من المواضيع المتفق عليها بين مذاهب المسلمين على مدى قرون على مستوى الساحة الشرعية الفقهية ولكن نرى حديثاً على مستوى الساحة الفكرية الحرة اصبح حكم تحريم الخمر موضع نقاش واختلاف فقد برزت فكرة مخالفة تماماً لما هو شائع بين المسلمين منذ قرون وهي عدم تحريم الخمر بصورة مطلقة وان الخمر ليس من المحرمات بل من المنهيات وحتى هذه الفكرة الحديثة تشوبها الضبابية وغير حاسمة وذلك بأنها تقول بعدم تناول الخمر ما بعد مرحلة السكر ويا ترى فكيف نقرر هذه المرحلة ومن يقوم بوضع حدود هذه المرحلة السُكْريّة، والجميع يعلم من تناول كأس من الخمر سوف يصبح كأسين وبعدها يصبح عدة كؤوس وثم يصبح قنينة وبعدها قنينتين وقناني وبعدها يصبح برميل الى ان ينتهي الامر به ان يتسكع في الشوارع مدمناً ويفقد كل شيء، فصدقا انه رأي خطير وملغوم مقصود او غير مقصود والله اعلم. والخطورة تكمن في ان هذا الرأي في انه اخذ بالانتشار والتبلور بين جموع المسلمين وخصوصاً الشباب الذين يتبنون الفكر الحداثوي متبعين هذه الاراء العصرية بخصوص المحرمات وكأنها احكام شرعية تبيح هذا او ذاك. انا هنا لست بصدد الحكم بالسلب على اصحاب هذا الرأي الذي يبيح قليل من الخمر وفق فهم معين للنص المعني ولكن اود ان اذكّر الاخوة الذين تقبلوا هذا الرأي برحابة صدر واخذوا يتناولون قليل من الخمر انطلاقاً من هذا الرأي الحديث واذكرهم بأن لا يتسرعوا في تناول قليل من الخمر بمجرد ان يقول به احد المفكرين العصريين وهذا ليس كافٍ لكي نقدم على تناول مادة خطرة وان مخاطرها وتداعياتها معلومة للجميع وواضحة لكل ذي علم وعقل سليم. وكذلك هناك غيره من المفكرين المعاصرين يشاركه بذات الرأي ولكن يبقى صيت وتأثير اراء الدكتور شحرور له صدى اقوى من غيره واصبحت افكاره تتبلور وتأخذ طريقها في عقول الالاف من المسلمين الطيبين الذين يبحثون عن فهم عصري محترم يتناغم مع تحديات العصر الحديث وهنا تكمن خطورة تبني الفكر الحديث حيث تمثل نقطة البحث هذه كمنعطف فكري لسالكيه وقد يختلط عليهم الامر فيصبح الرأي الحديث لنص قراني معين حكم مقدس لا يأتيه الباطل وبهذا يعود الفرد الى ذات الواحة التي هرب منها وهي واحة الدين الموروث الذي يأخذ ما جاء فيه مقدس ونهائي. فالملاحظ اليوم عند من يعتقد انه من اتباع الفكر الحداثوي واهمهم فكر الدكتور شحرور نلاحظ امتعاضهم وغضبهم تجاه كل من يطرح رأي مخالف لما يطرحه الدكتور شحرور وهذا هو ذات الاسلوب الذي يعيبونه على اتباع التراث. والجدير بالذكر هناك من المفكرين الحداثويين يخالفون الدكتور شحرور في عدم حرمة الخمر واهمهم المفكر المهندس عدنان الرفاعي الذي يؤكد على حرمة الخمر بل يقول ان مفهوم النهي او الاجتناب هو اقوى من مفهوم التحريم، وسوف اناقش هذا التوجه في هذا البحث انشاء الله.

 المهم هنا ان لا نسلّم لكل ما قاله هذا المفكر او ذاك ولكن  ينبغي ان نجتهد بأنفسنا لنبحث في مصداقية هذه الافكار من منظور علمي قراني واذا تبين لنا وفق سقفنا المعرفي بصحة هذا الرأي او ذاك وان يكون بحثنا هذا بنية صادقة غير مصلحية فقط من اجل الوصول الى ما هو صالح لنا ولعائلتنا الانسانية جمعاء، حينئذٍ سوف يكون موقفنا في يوم الحساب اهون مما ان لا نبذل جهداً في التحقق من الاراء التي لها ابعاد مصيرية خطيرة وتداعيات على سلامتنا وسلامة المجتمع واهمها مسألة تناول قليل من الخمر. وانا بدوري ممن يكن كل الاحترام والتقدير لجهود جميع المفكرين العصريين ومنهم الدكتور شحرور، في اعطاء قراءة عصرية للتنزيل الحكيم كنت اتمنى من حضرته ان يتأنى في البت في هذه المسألة وان يبذل جهداً خاصاً واعظم لكي ينظر لها من جميع الجوانب كما فعل مع مسألة الجن التي صرح انه لا يمتلك القدرة الفكرية الكافية في الوقت الحاضر لفهمها بصورة وافية، وهذا موقف رائع منه لانه يعكس رصانة فكره وعدم الثرثرة في طرح الافكار ومن وجهة نظري اني ارى ان مسألة الخمر لها اهمية اعظم من مسألة الجن من حيث اثارها وتداعياتها على حركة المجتمع وسلامته وسلوك ومستقبل الفرد. فلو عكس الدكتور شحرور أولوياته البحثية وترك مسألة تحريم الخمر كما هي عليه وفق ما جاء في التراث فهو افضل للمجتمع بل فيه فوائد على سلامته. من وجهة نظري ان رأي الدكتور في جواز تناول قليل من الخمر ونهيه عن رجسه انه رأي غير مقنع ابداً بل لا يرتقي لكي يكون علمي دلالي لساني ليس لجهل الدكتور شحرور بهذا المنهج العلمي لا ابداً ولكن انني ارى ان سماحته لم يعطي الموضوع حقه واستعجل في البت فيه وانا متيقن ان لو قام الدكتور شحرور في اعادة النظر فيه بتأني واكثر شمولية سوف يأخذ منحى اخر يختلف بعض الشيء من ناحية عدم جواز تناوله برمته، كما قام باعادة النظر في موضوع الارث وهذا اسلوب ليس فيه عيب بل يعكس صدقه ورصانة فكره. اقول هذا بعد ما قمت بنفسي من التحقق من مصداقية هذا الرأي واقولها بصدق وبتجرد انني كدت اميل اليه ولكن بعد التحقق والبحث فيه فوجدت ان هذا الرأي لم يصمد امام النصوص القرانية والمفاهيم ذو علاقة والتي بني عليها هذا الرأي-وجوهر هذا الرأي هو انه يقول بعدم تحريم تناول الخمر بصورة مطلقة ولكن المنهي عنه هو رجسه فقط اي المقدار الذي يؤدي الى حالة السكر (إذهاب العقل)!!!

الخمر بين التحريم والنهي والاجتناب…

الجزء الثاني

البحث

سوف يكون البحث حول الآيات الثلاث من سورتي البقرة والمائدة:

١-يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا…. ﴿البقرة: ٢١٩﴾

٢-يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿المائدة: ٩٠﴾

3. إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّـهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ ﴿المائدة: ٩١﴾

في هذا البحث الموجز سوف احاول تفكيك النصوص القرانية ذو علاقة وان محاولتي هذه هي ليست موجهة ضد اي احد وليس الهدف تسفيه رأي السلف او الدفاع عنه دون علم ودراية او تسفيه الرأي الحديث او الدفاع عنه ولكن الهدف هو البحث عن الحقيقة لا اكثر ولا اقل ولا ينبغي ان نقف عند اي رأي او نتحيز له اياً من كان وان تقديس الاشخاص اصبح في خبر كان وليس هناك خطوط حمراء يتمثل برأي فقيه ولا عالم ولا اية الله ولا مفكر حداثوي ولا هم يحزنون بل كل ما ورد او قول صدر منهم يخضع للعقل ومعياره التنزيل الحكيم وجهاً لوجه يحاكي كل منهما الاخر ويناجي احدهم  الاخر فعلينا التحقق من اراء الاخرين ولا ضير في ان نتبنى بعضها اذا استحسنها العقل انطلاقاً من القران. 

 ففي اطار موضوع الخمر سوف نحاول محاكات وتفكيك هذه النصوص بصورة مجردة بعيداً عن تأثير أراء السلف المحترمين وكذلك بعيداً عن اراء بعض المفكرين العصريين التي تبيح تناول الخمر بكمية قليلة والتي لا توصل الى حالة السكر وتدعوا الى اجتناب رجز الخمر .

وبالاضافة الى ذلك سوف اقوم بتفحص السياقات الاخرى القرانية ذو علاقة ونحاول بالخروج الى معنى يتناغم اكثر مع جوهر رسالة القران بلحاظ سلامة الفرد والمجتمع، وتداعيات تناول الخمر قليله او كثيره. واهم نقطة في هذا البحث هو فهم العلاقة بين مفهوم التحريم والنهي والاجتناب والفرق بين كل منهما من منظور دلالي لساني قراني فاذا اتفق مع رأي السلف فليكن واذا اختلف مع رأي الخلف من المعاصرين فليكن كذلك ولا يهمني كائن من كان نحن لا نقدس اشخاص ولا نسمح لانفسنا ان ندافع عن اراء حديثة بمجرد انها مخالفة لاراء التراث فلنذهب اين ما يأخذنا تيار الفكر ضمن حركة مياه بحر القران الكريم وسوف نحاول ان نرسوا الى حيث ما يأخذنا هذا التيار المقدس بصدق وحيادية.

فلنأخذ النص الرئيسي الاول المذكور اعلاه:

“يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا…..” ﴿البقرة: ٢١٩﴾

عناصر سياق النص المحورية:

١- الخمر     ٢-الميسر

صفات هذه العناصر وآثارها في ارض الواقع:

..إثم كبير     ..منافع 

تفاضل هذه الصفات في ارض الواقع:

إثمهما اكبر من نفعهما.

١-الخمر

في الغالب نرى المفهوم العام للخمر والشائع بين الناس هو يتعلق بمادة الكحول المعروفة بجميع صورها والتي غالباً يطلق عليها بالمشروبات الروحية. فأول ما يذكر احدهم مفردة الخمر فيتبادر الى الذهن مادة الكحول السائلة اولاً مثال الوسكي والبيرة وغيرها. اما في واقع الحال ومن منظور قرأني بحت فأن مفهوم الخمر لا يقتصر على المادة السائلة المذكورة آنفاً حصراً والملاحظ في الكثير من الكتابات والحوارات حول موضوع تحريم الخمر نلاحظ معنى الخمر لا يخرج عن معناه الشائع بين الناس وهو المشروبات الكحولية الروحية. اما عبارة الخمر في النصوص القرأنية فهي مصطلح اوسع يشمل انواع مختلفة من المخمرات العقلية اي المادة التي تَخْمر العقل (اداة التعقل) ونستدل على ذلك من خلال تحليل عبارة “الخمر” لسانياً. 

عبارة الخمر في اصل اللسان العربي: 

“(خَمَرَ) الْخَاءُ وَالْمِيمُ وَالرَّاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ يَدُلُّ عَلَى التَّغْطِيَةِ، وَالْمُخَالَطَةِ فِي سَتْرٍ.”

نفهم من ذلك ان اي مادة تؤدي الى جعل ستار او غطاء على الشيء الذي يتفاعل معه في ارض الواقع. فاذا وضع احدنا قطعة قماش على الرأس او الوجه مثلاً فتسمى قطعة القماش هذه بالخمار ويتلاشى اسمها في الاصل (قطعة قماش) قبل استخدامها لهذا الغرض واذا تناول احدنا عن طريق فمه مثلاً سائل او دخان وادى ذلك الى تأثير على ملكة العقل والوعي فكأنما حدث غطاء او ستار على ملكة التعقل والوعي فتسمى هذه المادة بالخمر، هذا من الناحية الدلالية اللسانية.

اما سياقات مفهوم الخمر في التنزيل الحكيم فهي :

السياق الاول؛

“وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا… ﴿يوسف: ٣٦﴾

في هذا السياق نرى مادة الخمر تخرج مباشرة عند عملية العصير وهذه النتيجة (عصر الخمر مباشرة) لا يمكن لها ان تتحقق في عالم اليقظة  فالاية تتحدث عن عالم الرؤيا فالمسالة تختلف وتخضع للتأويل. 

“يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا.. ﴿يوسف: ٤١﴾

وهذا النص هو تأويل للنص الذي سبق فتقول الاية ان احدهم يسقي ربه خمرا اي ان المادة المعنية هي مادة خمرية تعمل على جعل خمار على العقل حين تعاطيها فسميت خمراً. والنص لا يتحدث عن مادة عصير فاكهة لم تصبح خمراً بعد وانما تتكلم عن مادة قد تحولت الى مادة مخمرة فوراً فسميت خمرا. 

السياق الثاني؛

“وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ..”

فهنا السياق يتكلم عن غطاء الرأس الذي هو كان زيّاً ثقافياً للمرأة العربية فطلبت الاية بتوظيف هذا الخمار لغرض اخر بجانب تغطية الرأس وهو تغطية الجيوب. على هامش موضوع الحجاب لا ان نقول هنا انه في هذه الاية لا يعني ان الله تعالى أمر بغطاء الرأس عندما طلب بتوظيف الخمار (غطاء الرأس) في غرض اخر وهو تغطية الجيوب وانما فقط اراد من المرأة التي اصلاً تغطي رأسها طوعاً كثقافة مجتمعية ان تغطي الجيوب كذلك. وسوف اكتفي بهذا القدر من مفهوم الخمار (الحجاب) فهو ليس موضوع البحث هنا.

مفهوم الخمر وانواعه:

الان نعود الى موضوعنا؛ نستنتج مما مضى ان الخمر هو اي مادة تؤدي الى جعل ستار او غطاء على ملكة العقل فاذا كانت في سياق الغذاء او الشراب فهذا يعني ان هذه المادة المعنية تؤدي الى خلق غطاء او ستار فوق العقل ومركز التعقل عند تناولها او اكلها او تعاطيها بغض النظر عن كمية تناولها لان صفتها هي الخمر اي الغطاء ابتدائاً قبل تناولها بمعنى ان اي مادة تحمل في كينونتها امكانية خلق غطاء او ستار عند تفاعلها مع شيء اخر فهي تسمى خمر فالكحول خمر والمخدرات بجميع انواعها خمر لان جميعها عند تعاطيها تخلق ستار على العقل فاتحد الاسم مع المسمى اي ان المادة قبل تعرضها الى تحول كيماوي لتتحول الى مادة مخدرة او مسكرة فهي لا تسمى خمر بل تسمى حسب مسمياتها قبل تحولها كيميائاً ولكن عند تحول المادة كيماوياً الى مادة اخرى فتكون صفتها التخدير اي الخمر فحينئذٍ يمكن ان نتجاوز اسم المادة الاصلي فيطلق عليها مصطلح الخمر نسبة الى صفتها المكتسبة الجديدة الرئيسية وهي خلق ستار  (خمار) على العقل عند تعاطيها فتكون هذه الصفة المكتسبة كيمائياً هي الاسم وهي الصفة في ذات الوقت فتسمى خمراً. 

الخمر بين التحريم والنهي والاجتناب…

الجزء الثالث

اين ذكرت المخدرات في التنزيل الحكيم؟

والجدير بالذكر انه لو فرضنا ان عبارة “الخمر” في التنزيل الحكيم تعني المشروبات الكحولية المسكرة او المخمرة للعقل حصراً فهذا ينذر الى طرح السؤال المهم التالي، “اين ذكرت المخدرات في التنزيل الحكيم؟! مع العلم ان خطر المخدرات على سلامة الفرد ومستقبل المجتمع يفوق بكثير خطر الخمر الكحولي (المشروبات الكحولية) والشواهد على ذلك لا تحصى ولا تعد ولا يختلف عليه اثنان. ولكن اذا رجعنا الى اصل اللسان العربي القراني ونظرنا في الدلالة اللسانية لعبارة “الخمر” بعيداً عن المؤثرات الثقافية لتطور اللغة واسقاطاتها على ارض الواقع لمقتضيات ثقافية وسياسية واقتصادية لاستطعنا ان نخرج بفهم عالمي مواكب لمتغيرات وتحديات العصر. وبناءاً على هذه الحقيقة وبالتحديد انطلاقاً من كون القران الرسالة الخاتمة وفيه تفصيل كل شيء يمكن ان اجزم واقول ان عبارة “الخمر” هو عنوان واسع وشامل يقع تحته كل ما هو مخمر او ما خامر العقل وهذا يشمل المشروبات الكحولية بانواعها والمواد المخدرة بجميع انواعها والتي تستخدم للترفيه واللهو وليس لغرض العلاج والاغراض الطبية. ونرى في الغرب مثلاً يسمون هكذا مواد ب “Intoxicant” أو “narcotics” وهي تشمل كل مادة تخامر العقل بغض النظر ما هو اسم المادة في الاصل اذا كان نبات او سائل او حتى دواء. فعصير الفواكه المعتق او ما يسمى بالنبيذ قبل ان يطرأ عليه تحول كيميائي ولا يتكون فيه مادة الكحول لا يطلق عليه خمراً بل يطلق عليه عصير او نبيذ كذلك فاذا كان الشعير فيسمى عصير الشعير والذي يشبه ما يسمى بالبيرة ولكن عرفاً البيرة هي عصير الشعير المخمر اي بعد تحوله كيمائياً الى عصير مع كحول فاصبحت مادة مخمّرة للعقل عند تفاعلها مع دم الفرد فهذا يسمى خمر. اذن ليس كل نبيذ او عصير فواكه معتق هو خمر فهناك في الاسواق نبيذ خالي من الكحول مئة بالمئة حيث يقوم الناس بتعتيق عصير العنب لفترة معينة قبل تكون الكحول كيميائياً وهي مسألة علمية معلومة فنرى اليوم في الاسواق نبيذ عصير العنب او التفاح ومسجل عليه لا يحتوي على كحول اطلاقاً فهذا ليس خمراً لانه انتفى عنه المادة التي تخلق ستار (خمار) فوق العقل. والجدير بالذكر هنا ان هناك من فقهاء السلف يبيحوا النبيذ وهذا لا بأس في ذلك وقد اشتبه على العوام ان المقصود بالنبيذ هو الخمر وهذا بعيداً عن الصواب؛ فالنبيذ ليس خمراً بالضرورة.

اذن اذا اطلق على مادة ما بالخمر فان كلها مخمرة للعقل فقليلها او كثيرها هو المحذور والمنهي عنه.

فيمكن ان نسمي الخمر عند الاستخدام الخارجي بأسمه الكيمياوي كالكحول او الكوكاين او المورفين ولكن بمجرد انه دخل جسم الانسان وتفاعل معه فلا بد ان يسمى خمراً حتى وان كان يعرف بالمخدر اي هناك فرق بين استخدام الخمر ومشتقاته خارج بدن الانسان اي خارج سياق الشراب وبين تناوله وشرابه الذي يدخل داخل جسم الانسان ليتفاعل مع جسمه كيماوياً ليؤثر سلباً على العضو او الملكة الوحيدة للتعقل والحكمة. ويمكن اللجوء الى ادوات العلم الحديث في التحقق من اي مادة وتصنيف طبيعتها ومدى تأثيرها على ملكة العقل فاذا قرر العلم والقانون بتصنيف اي مادة بانها تؤثر على العقل عند تعاطيها وان مدى تأثيرها هو نسبي يختلف من شخص الى اخر ولكن المهم انها تصنف من المخمرات او المخدرات فيمكن ان نطلق عليها “الخمر” ويجري عليها حكم الخمر وفق النص القراني ولا اقصد الاحكام التي يطرحها الفقهاء المحترمين فهذه ليست ملزمة للتنزيل الحكيم.

وبالاضافة الى ذلك عند تناول قليل من مادة الخمر لا يغير من تسميتها وصفتها المكتسبة فقليلها يسمى خمراً كما ان كثيرها يسمى خمراً وهذه الحقيقة لا يختلف عليها اثنان وهذا يعني عقلاً ان في الحالتين يؤدي الى تناول الخمر وهذا يتصادم مع صريح النص لانه كلّ الخمر رجس ويدعوا النص الى اجتنابه، وسوف يتم توضيح ذلك ادناه.

الخمر بين التحريم والنهي والاجتناب

صفات الخمر والميسر في الاية المعنية 

الجزء الرابع 

..اثم كبير

الملاحظة المهمة التي يجب ان نلتفت اليها هي ان النص يقول “فيهما اثم كبير” ولم يقل “انهما اثم كبير” وهذا تعبير دقيق لان الخمر  ومشتقاته (وفق المعنى الشامل المطروح آنفاً) ليس حرام بعينه او بذاته وانما شربه او تعاطيه لاسباب ترفيهية يؤدي الى اكتساب الاثم كما وضحت. ان الخمر ليس حرام بعينه المقصود هنا هو استخدام الخمر في مجالات حياتية منها مجال الطب وصناعة المواد الكيماوية المفيدة والعطور ومواد التجميل وليس شربه. وحتى اذا كان هناك ضرورة ملحة مصيرية طبية لتناوله فليس هناك محظور لا زال ليس هناك تعدي وبغي على الاخرين فلا إثم عليه، لان شربه في هذه الحالة هو ليس لهدف الشرب والارتواء من اللهو واللعب في ليالي السمر وغيرها وانما هنا يعتبر دواء لانقاذ النفس ويدخل في باب “ولا على المضطر حرج” او يمكن للمريض ان يتعاطى المواد المخدرة في بعض الاحيان لدرء الالم المزمن كما في العمليات الجراحية مثلاً فهذا اضطرار ولا ضير في ذلك ولا حرج.

الاثم مقابل المنفعة 

نرى ان القران الكريم قد وضع الاثم مقابل المنفعة كما في قوله:

“يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِما”

والنص واضح في ان هناك إثم كبير ومنافع للناس في الخمر والميسر اي ان هناك إثم كبير ومنافع في الخمر وكذلك هناك إثم كبير ومنافع في الميسر. وقد يفهم البعض من هذا النص ان هناك إثم نافع وإثم ضار واقول لذلك ليس كذلك لان المنفعة والاثم هنا متقابلان وتعلقا بالخمر والميسر وان الاثم والمنافع واقع فيهما اي الخمر والميسر . فان ورود الاثم مقابل المنفعة في النص دليل على انتفاء اي منفعة عن الاثم وهذا ما يقتضيه سياق التقابل اللساني فهذا يؤدي ان اذا انتفى جانب النفع عن صفة المادة فينتفي ضرورة اي جانب حقاني منه في هذه الصفة بالتحديد اي ان الجانب الإثمي ليس فيه صفة حق فليس هناك ما يوحي في هذه الاية بان هناك إثم بحق وإثم بغير حق في اعتقادي بخلاف ما قيل حديثاً

وبعبارة اخرى ان الخمر فيه اثم كبير وان شرب الخمر يؤدي الى اكتساب الاثم لذا قال “فيهما اثم”وليس الخمر بعينه اثم فاستعمال الخمر في مجال الطب لا يؤدي بالضرورة الى ارتكاب ذنب او سيئة ولا يكسب الفرد اثم اي ان استخدام الخمر ليس فيه اثم لانه ليس له علاقة بإسدال خمار على العقل ولكن شرب الخمر يؤدي الى اسدال خمار على العقل فيؤدي بصاحبه الى ارتكاب المعاصي فيكتسب الاثم.

اما الصفة الثانية فهي المنافع فهي معلومة للجميع وسوف لا اخوض فيهما لانهما ليسا موضع البحث.

الان نعود الى العنصر الثاني في الاية وهو: 

٢- الميسر 

ميسر في اصل اللسان العربي من (يَسَرَ) الْيَاءُ وَالسِّينُ وَالرَّاءُ: أَصْلَانِ يَدُلُّ أَحَدُهُمَا عَلَى انْفِتَاحِ شَيْءٍ وَخِفَّتِهِ، وَالْآخَرُ عَلَى عُضْوٍ مِنَ الْأَعْضَاءِ.

والميسر على وزن مفعل ومثله قبض مقبض، وكبس مكبس، عمل معمل. وعلى هذا فمن منظور لساني بحت فأن الميسر هو كل فعل يجني ارباحا سريعة وبشكل يسير اي سهل مع جهد يسير وان القمار هو احد صوره وليس حصرا وسمي بذلك لان في القمار يتم فيه جني الارباح بشكل يسير وسهل وكل فعل يجلب ارباح وفائدة سريعة ويسيرة بدون جهد يسمى ميسر. اما من منظور قراني بحت نرى القرأن الكريم استخدم مشتقات هذه الكلمة كما في قوله “يريد بكم اليسر ولا يريد بكم العسر” فاليسر هنا مقابل العسر اي الصعوبة والشدة وغيرها من الايات اما من يقول بأن للميسر معنى اخر وفقاً للسريانية والارامية او العبرية (ليعني نوع من عصير الفواكه)  فهذا ليس له علاقة بالقران الكريم ولا يعنينا بشيء فان القران نزل بلسان عربي مبين ومع احترامي لهذا الراي.واكتفي بهذا القدر فليس في محله في هذا البحث.

وبإختصار نلخص ما مضى هو ان الخمر يطلق على مادة مخدرة او مخمرة للعقل فتعطل عمل العقل الرئيسي وهو تعقل الامور وقابلية التمييز بين الصالح والطالح والحق والباطل وغير ذلك.

الخمر بين التحريم والنهي والاجتناب

الجزء الخامس

الان لنأخذ النص الثاني الذي ورد فيه مفهوم الخمر :

“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ@ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّـهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ” 

(البقرة: ٢١٩﴾

هذه الاية هي من اهم الايات التي استدل بها كل فريق على استنباط حكم تناول الخمر بخصوص جوازه او حرمته. 

فسوف يكون مركز البحث ولكن قبل ان اتوسع في فهمها اود ان القي نظرة سطحية وبسيطة للنص اعلاه كمقدمة لطرح خطورة الموقف فنلاحظ النص ظاهراً يشير الى تداعيات الخمر الخطيرة على سلامة الفرد وسلوكه وآثارها على علاقته بالله، فقد وصفت الاية العناصر الاربعة بانهم:

١- “رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ “

٢-العداوة والبغضاء.. “إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْر والميسر”

٣-الصد عن ذكر الله..”وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّـهِ”

٤-الصد عن الصلاة بجميع صورها ..”وَعَنِ الصَّلَاةِ”

وبعد كل هذه التداعيات والمحذورات وخطورة تناول الخمر  وممارسة الميسر والانصاب والازلام على سلوك الانسان والمجتمع وعلاقته بالله فيقول الله تعالى في نهاية الاية الاولى (٩٠) :

 “فَاجْتَنِبُوهُ”

فعند الاجتناب يتحقق الفلاح للفرد وللمجتمع:

“لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”

اما في نهاية الاية التالية لها (٩١) في نهاية النص فنلاخظ النص اقتصر على ذكر عنصرين فقط من الاربعة المذكورة في النص الذي سبق فقد تناول فقط الخمر والميسر ولم يذكر الانصاب والازلام وذلك لاهمية هذين العنصرين وحضورهم بقوة على محور الزمن في جميع الازمان والمجتمعات فاكد المولى على الانتهاء من الخمر والميسر واشار النص على وجود ارتباط وثيق بين حبائل الشيطان وعنصري الخمر والميسر  كما في قوله؛

“إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْر والميسر”

والملاحظة المهمة هنا ويجب الالتفات اليها وهي ان النص ربط بين العداوة والبغضاء من جهة وبين مادة وجنس الخمر والميسر من جهة اخرى، فعندما قال تبارك وتعالى:

 “إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ” 

نلاحظ المحذور في هذا النص والذي هو  “العداوة والبغضاء” لم يتعلق بالرجس حصراً بل وقع ” فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ” اي لم يقل نص الاية؛  “في رجس الخمر  والميسر” فعندما يقول النص “في الخمر ” ولم يقل “في رجس الخمر” وهذا يدل على ان المحذور منه هو مادة اي جنس الخمر  بكل صوره كما بينت آنفاً وان المحذور “العداوة والبغضاء” هو تحصيل حاصل.

وبعد هذا التنبيه والتحذير فيقول الحق؛

“فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ”

والملاحظة المهمة هنا ان الخمر والميسر  و..، في النص تعلق بهم خطاب توصيفهم بالرجس اولاً وثم من عمل الشيطان وأمر مهم وهو الاجتناب وهذا ينذر بخطورة ما يتعلق بهذه العناصر الاربعة المحذور منها ونرى كذلك تعلق شرط الفلاح في الحياة على جميع الاصعدة على اجتناب هذه العناصر الاربعة واهمها عنصر الخمر لانه ذكر اولها “انما الخمر..” لاهميته في حياة الفرد وحضوره في حياة المجتمع. وكذلك نرى ان خطاب النهي تعلق فقط في عنصرين فقط وهما الخمر والميسر  مما يدل على خطورتهما على المجتمع وجاء الخطاب بصيغة استفهامية وهنا يدل على التوبيخ في حالة عدم اجتنابهما اي بعد كل هذه التنبيهات والتحذيرات فقال النص “فهل انتم منتهون” وهذه الصيغة لها وقعٌ اكبر على الوجدان كما هو معلوم.

فلو اخذنا هنا عبارة “اجتنبوه” (قبل ان نناقش عائدية الضمير) فهي في صيغة الامر وما الذي يعني اذا عصى الانسان هذا الامر اي ما الذي يتوقعه الانسان عندما يعصي امر الله في الخمر فيقول الله اجتنبوه فهل من المعقول ان يحسب الانسان عندما لا يجتنب الخمر فلا يعتبر معصية ولا يترتب عليه عقاب. (في هذه المرحلة من البحث لم اتناول مسألة اجتناب رجس الخمر فسوف يكون النقطة الساخنة في البحث. )

والجدير بالذكر هنا ان في جميع الايات التي ورد فيها التحذير من الخمر نلاحظ انه جاء في سياق الرجس الشيطاني اما بالنسبة الى المحرمات المتعلقة ببعض انواع الطعام فلم تأتي في سياق ذو علاقة بالشيطان اطلاقاً وانما جاءت فقط في سياق الرجس او الفسق وكذلك نلاحظ فيها بعض التساهل من حيث الاضطرار “فمن اضطر غير باغ ولا عاد ” ووعد الله الناس في سياق الاضطرار المغفرة كما في قوله:

فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ “

ولم نرى اي تساهل لما يتعلق في الخمر وغيره والسبب في ذلك من وجهة نظري والله اعلم هو ان الخمر له اضرار واثار خارج اطار الفرد ويقع على المجتمع فضلاً عن اضراره الصحية على الفرد اما الاكل والطعام فغالباً لا تتعدى اضراره الى الغير بل تنحصر ضمن نطاق بدن وصحة الفرد.

إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّـهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿النحل: ١١٥﴾

“مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا”

لنكمل ما يحذر منه النص من تداعيات واثار سلبية على الفرد وعلاقته بالمجتمع، حيث يخبرنا القران الكريم انه في الخمر يقع ما يلي:

٣-الصد عن ذكر الله..”وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّـهِ”

٤-الصد عن الصلاة بجميع صورها ..”وَعَنِ الصَّلَاةِ”

وهنا سوف لا اتناول اي منهما لانهما ليسوا موضع بحثنا ولكن فقط اردت الاشارة اليهما لتبيان تداعيات الخمر والميسر على الفرد وعلاقته بالله والمجتمع واكتفي بهذا القدر. 

الخمر بين التحريم والنهي والاجتناب

الجزء السادس

اجتنبوه …

“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”

والسؤال هنا لمن يعود ضمير الهاء. فهل يعود على الرجس ام على العناصر الاربعة الخمر والميسر والانصاب والازلام؟

النقطة المهمة هنا لكي نقع على الاجابة  الصحيحة اي ان الاجتناب وقع على تناول الخمر وممارسة الميسر وليس فقط على رجسهما كما يعتقد البعض. وبعبارة اخرى كأن الاية تقول “فأجتنبوا الخمر واجتنبوا الميسر” لان كلاهما ارتبطا بواو العطف والعطف يقتضي التغاير  وعلى هذا فعبارة “فأجتنبوه” تنسحب على الخمر والميسر انفراداً ولا تتعلق بالخمر حصراً بل كلاهما “الخمر والميسر”

وقد يقول البعض ان الاجتناب هنا تعلق برجس الخمر  حصراً اي المقدار الذي يذهب العقل وهذا لا دليل عليه في نص الاية فيستدل اصحاب هذا الرأي بأن لو كان خلاف ذلك لكانت عبارة “فاجتنبوه” بصيغة المثنى “فاجتنبوهما” او غير ذلك واقول لذلك الاشكال ان عبارة “فأجتنبوه” تدل على مفهوم الجمع وليس المفرد لانه فيه عموم لان عناصر السياق تختلف في الماهية اي احدهم مادة سائلة كالخمر  أو مادة غذائية يتناولها الفرد والثانية هو فعالية سلوكية ربحية كما في فعالية الميسر والاخرى الانصاب والازلام وهما كذلك فعالية تعبدية فهذا الاختلاف في الماهيات يقتضي ان تكون الاشارة اليهم بصيغة العموم الجمع فلا يمكن ان يكون الرجس المذكور في هذه الاية يعود فقط على الخمر حصراً كما بينت آنفاً وهذا لا يختلف عليه اثنان لان النص واضح في تعلقه بالخمر والميسر والانصاب والازلام معاً وبعبارة اخرى نرى في النص ان الخمر قد اشترك في صفة الرجس مع الميسر ومع الانصاب ومع الازلام والمعلوم ضرورةً ان رجس الميسر لا يذهب العقل كما هو عليه الخمر اذن رجس الخمر لا يتعلق بإذهاب العقل حصراً بل يتعلق بتناول مادة الخمر ابتداءاً كمشروب او كمادة بغض النظر عن كمية الخمر المتناول كما ان الرجس يتعلق بمادة الميسر كفعالية ربحية مالية بغض النظر عن حجم ممارسة هذه الفعالية فلا يمكن لاحد ان يقول ان قليل من ممارسة الميسر لا بأس به وليس فيه رجس ولا يترتب عليه اثم!! كما يقول البعض في تناول قليل من الخمر لا رجس فيه ولا اثم عليه. 

فعندما قال تعالى “إجتنبوه” فالاجتناب وقع على تناول اي تعاطي مادة الخمر  وممارسة الميسر والانصاب والازلام لان في تناول مادة الخمر يكون مقدمة لتحقق المعنى الدلالي لكلمة “خمر” وهو جعل غطاء للشيء.

فلو افترضنا جدلاً ان الضمير في إجتنبوه يعود على الرجس فنقول واذا كان كذلك فهو لا يغير المعنى العام الذي طرحته ولا يبرر جواز تناول قليل من الخمر (تجنب رجسه) وذلك للاسباب الدلالية اللسانية التالية:

النص يقول لنا “إنما الخمر والميسر و…..، ” نلاحظ هنا لسانياً ان النص حصر العناصر الاربعة باداة الحصر “إنّما” ليحصر ويوجه الخطاب بمجموعة معينة يتم تعريفها في النص. فقد عرّف النص هذه العناصر الاربعة بصفة واحدة وهي “الرجس” وهذه الصفة ارتبطت بصفة اخرى وهي عمل الشيطان اي صفة الرجس هي من عمل الشيطان.           

والجدير بالذكر هنا وكما ذكرت آنفاً ان توظيف عبارة “الخمر” لا يعني بالضرورة مادة الكحول المعروفة حصراً، بل تشمل كل مادة تتصف ماهيتها مما يؤدي بها باسدال غطاء على العقل عند تعاطيها وتفاعلها مع دم الفرد وبعبارة اخرى فلو كان الرأي الذي يجيز تناول قليل من الخمر مع اجتناب رجسه لكان الاحرى بالنص ان يكون بالشكل التالي: 

“انما يريد الشيطان ان يوقع العداوة والبغضاء بينكم في رجس الخمر والميسر ….” 

حينئذٍ يكون ذلك الرأي مقنع اكثر ، ولكن النص الاصلي يقول “….في الخمر والميسر” ولم يقل “في رجس الخمر..”

سياقات اجتنبوا في التنزيل الحكيم

“وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ… ﴿النحل: ٣٦﴾”

“..فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ﴿الحج: ٣٠﴾”

“وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا…﴿الزمر: ١٧﴾”

“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ…﴿الحجرات: ١٢﴾”

سوف يتم مناقشة هذه السياقات ادناه.

الخمر بين التحريم والنهي والاجتناب

الجزء السابع

هل الخمر هو من كبائر الاثم؟

وهناك من يقول ان تناول قليل من الخمر من اللمم وليس من الكبائر. ومن وجهة نظري انه لا دليل على كونه من اللمم اطلاقاً سواء قليل منه او كثير بل يمكن ان نقول ظاهر النص يدل على كونه خلاف ذلك اي من الكبائر وسوف اوضح ذلك بعد قليل. ولكن من اليقين الذي يرتكب جرماً بتأثير الخمر فهذا من الكبائر، وهذا مما لا ينفيه الجميع. وهناك من يقول ان تناول الخمر مسموح به ولكن جانب الحرام هو حالة السكر وهذا الراي لا دليل عليه اي ليس هناك اية صريحة تربط بين الخمر وحالة السكر ولكن الارجح عندي هو ان السكر لا يؤدي الى إذهاب العقل حصراً ولكن كذلك تعني سرح البال وعدم التركيز في عملية التفكير قد يكون بسبب التعب والمشقة والجهد البدني والفكري كما سوف يتوضح في الاسطر القادمة. 

وبناء على هذا ان التحريم والنهي يترتب عليهم المعصية والعقاب فمن يعتقد ان عصيان امر الله في اجتناب الخمر “فأجتنبوه” لا يمثل معصية ولا يترتب عليه عقاب وانه اقل درجة من ارتكاب المحرمات، فهو حر فيما يعتقد وانا احترم هذا الرأي ومن حقنا ان نتدبر في اراء اخرى وفي اعتقادي ان في كل هذه الايات المذكورة هي ادلة كافية تدل على ان مفهوم اجتناب الخمر لا يقل درجة عن المحرمات عند الله. 

القرأن يؤكد ان في الخمر اثم كبير وهذا يقتضي ان يجعل الخمر يحتوي في كينونته كبائر الاثم اي تصبح كبائر الاثم عند تفاعلها مع شروط وظروف الواقع وهذا استنتاج عقلي لساني لان الشيء الذي يشمل على اثم كبير في كينونته (فيه اثم كبير) فتناوله او ممارسته يكون من كبائر الاثم او يؤدي الى ارتكاب كبائر الاثم. وهذا يتفق مع منطق دلالة النص العربي المبين. وهذا الاستنتاج المنطقيً العقلي الاستدلالي يأخذنا الى حقيقة اخرى مهمة وهو ان كبائر الاثم او صغائره قد صرح القران الكريم بانها من المحرمات، اي ان الاثم بكل انواعه من المحرمات كما في قوله تعالى:

قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿الأعراف: ٣٣﴾

وقد يقول الدكتور محمد شحرور المبدع  ان  هناك اثم بحق واثم بغير حق وهذا الادعاء لا يستقيم مع سياق النص ومع احترامي لهذا الرأي فمن وجهة نظري ان عبارة “بغير حق” هي مضافة فقط الى عبارة “البغي” ولا تنسحب على عبارة الاثم وقد كتبت في هذا الموضوع سابقاً بالتفصيل فيمكن الرجوع اليه. 

وفي نص اخر نرى ان الاثم قد ورد في صيغة الاجتناب ايضاً فضلاً عن وروده في صيغة التحريم كما في سورة الاعراف ٣٣، المطروحة آنفاً:

“وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ ﴿الشورى: ٣٧﴾”

وذات صيغة الاجتناب قد تكررت في الاية التالية: 

“الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ ﴿النجم: ٣٢﴾”

فنستنتج من هذه الحقيقة اللسانية هو نرى ان كبائر الاثم قد وردت في نوعين من الصيغ التشريعية الدلالية اللسانية وهما صيغة التحريم والاجتناب كما بينا اعلاه في سورة الأعراف: ٣٣ بخصوص تحريم الاثم وسورة الشورى: ٣٧ مع سورة النجم: ٣٢ بخصوص اجتناب الاثم.

والسؤال هنا هو هل جنس الخمر كمادة هو من كبائر الاثم ام ان رجس الخمر (حالة السكر) هو من كبائر الاثم فقط كما يطرح حديثاً؟

الخمر بين التحريم والنهي والاجتناب

الجزء الثامن

للاجابة عن هذا السؤال المحوري ينبغي ان نفهم ما هو الرجس لسانياً وقرانياً…

مفهوم الرجس في اصل اللسان العربي:

جاء في مقاييس اللغة لابن فارس ما يلي:

“(رَجَسَ) الرَّاءُ وَالْجِيمُ وَالسِّينُ أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى اخْتِلَاطٍ. يُقَالُ هُمْ فِي مَرْجُوسَةٍ مِنْ أَمْرِهِمْ، أَيِ اخْتِلَاطٍ. وَالرَّجْسُ: صَوْتُ الرَّعْدِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ يَتَرَدَّدُ. وَكَذَلِكَ هَدِيرُ الْبَعِيرِ رِجْسٌ. وَسَحَابٌ رَجَّاسٌ، وَبَعِيرٌ رَجَّاسٌ. وَحَكَى ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: هَذَا رَاجِسٌ حَسَنٌ، أَيْ رَاعِدٌ حَسَنٌ. وَمِنَ الْبَابِ الرِّجْسُ: الْقَذَرُ; لِأَنَّهُ لَطْخٌ وَخَلْطٌ.

والرجس في اللغة كل ما استقذر من عمل. يقال: رجس الرجل رجساً ورجس إذا عمل عملاً قبيحاً، وأصله من الرجس بفتح الراء، وهو شدة الصوت. يقال: سحاب رجاس إذا كان شديد الصوت بالرعد فكان الرجس هو العمل الذي يكون قوي الدرجة كامل الرتبة في القبح.”انتهى الاقتباس

اذن المعنى العام للجذر اللغوي هو “الاختلاط” فوقوع القذارة على الشيء النظيف تسمى الحالة الجديدة للشيء بأنه مرجوس ويسمى الحدث بالرِّجس (بالكسرة) فاذا كان السياق معنوي حول مفهوم النفس مثلاً وليس شيء مادي فتكون القذارة معنوية تتعلق بصفاء ونقاء النفس فاذا اختلطت بقذارة معنوية فتصاب النفس بالرِّجس.

No major side effects:-Since Kamagra tablets cialis cialis uk learningworksca.org do wonder for a male with erection disorders. A parent suffering from cialis in the uk psoriasis, for example, is more likely to happen as a man gets older, particularly after he’s 60. But according to new studies, 5% of men above the age of 18 can tend to be affected by erectile dysfunction in men, and thus the couple maintains a healthy sexual life but that does not cialis 5mg sale happen to all. With the assistance of this ponder tranquilize it is conceivable to lead a cheerful and substance adore life. viagra cheap generic 100mg has been a main answer for treating erection issue in men.

مفهوم الرِّجس في التنزيل الحكيم:

من خلال تفحصنا سياقات الرِّجس المختلفة في التنزيل الحكيم نستطيع ان نرى للرجس جانب معنوي واخر مادي فالاول هو تلوث النفس والتي هي نقية في اصل وجودها وخلاف نقائها وبقائها على صورة فطرتها النقية والتي هي في اصل تكوينها قدسية مضافة الى المقدس “الله” كما في قوله “فطرة الله” وليس من سنخ الانسان اي ليست مضافة للانسان لتكون  “فطرة الانسان” اما الثاني، المادي،  فهو يدل على قذارة الشيء.

فالجانب الاول المعنوي لمفهوم الرجس، كما هو واضح في هذه السياقات القرانية:

تعلق الرجس بعمل الشيطان:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿المائدة: ٩٠﴾

تعلق الرجس بالايمان وامراض القلب:

“فَمَن يُرِدِ اللَّـهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَٰلِكَ يَجْعَلُ اللَّـهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿الأنعام: ١٢٥﴾

“قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا نَزَّلَ اللَّـهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ ﴿الأعراف: ٧١﴾”

“سَيَحْلِفُونَ بِاللَّـهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿التوبة: ٩٥﴾”

“وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَىٰ رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ

 ﴿التوبة: ١٢٥﴾

“وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ﴿يونس: ١٠٠﴾”

“ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّـهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ﴿الحج: ٣٠﴾”

“وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴿الأحزاب: ٣٣﴾”

الجانب المادي لمفهوم الرجس:

قُل لَّا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا {{{أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ }}} أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّـهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿الأنعام: ١٤٥﴾

نرى من النص اعلاه ان الرجس تعلق بلحم الخنزير وهذا يدل على قذارة هذا النوع من الطعام ولا بأس ان نشير هنا ان الرجس ليس له علاقة بحيوان الخنزير كمخلوق خلقه رب العزة. فالرجس هنا يتعلق بطبيعة لحم الخنزير ومدى ملائمته لصحة بدن الانسان.

ونلف نظر القاريء الكريم الى نقطة مهمة في هذا النص وهو ان “لحم الخنزير” قد وقع عليه التحريم في اول النص وكذلك وصف بانه رجس”إنه رِّجس” اي بعبارة اخرى هنا يدل على ان الشيء المرجوس والذي يكتسب صفة الرجس قد وقع عليه التحريم وليس الاجتناب او النهي وهذا قد يدل الى ان هناك علاقة إجرائية جوهرية بين التحريم والاجتناب والنهي وسوف اتوسع في هذا الباب لاحقاً.  

الخمر بين التحريم والنهي والاجتناب

الجزء التاسع

هل ان الرأي القائل بأن المنهي عنه هو رجس الخمر (حالة السكر)  وليس تناول الخمر برمته كمشروب، هل هذا الرأي سديد ويمكن ان يصمد اما التنزيل الحكيم؟؟؟

عندما نتفحص ايات التنزيل الحكيم نرى ان اجتناب “الرجس من الشيء ” يكون مصرّح به بوضوح في القران الكريم اي ان رجس الشيء او الرجس الناتج عن تناول او ممارسة او تفاعل مع الشيء يكون مصرح به في النص كما في قوله:

“….فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ﴿الحج: ٣٠﴾”

فهنا نرى وبوضوح الشمس ان الاجتناب تعلق فقط بالرجس المتعلق بالاوثان وليس بجنس الاوثان لان هناك من الاوثان في مجال الفن والثقافة فلا ضير في ذلك. 

فمن يقول ان في حالة الخمر ان الاجتناب تعلق برجس الخمر (السكر) فقط فهذا لا دليل عليه ولا يصمد مع هذه الاية وألا لكان الاحرى ان يكون نص اية الخمر على غرار هذه الاية (الحج ٣٠) بالشكل التالي:

“انما الخمر والميسر رجس من عمل الشيطان فأجتنبوا رجسه ..” 

او يمكن ان يكون نص اخر ليزيل الالتباس على غرار اية الاوثان اعلاه “فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ” فيكون النص المفترض على الشكل التالي:

“اجتنبوا الرجس من الخمر ..” 

فيكون حيئذٍ صلاح ذلك الرأي بجواز تناول قليل من الخمر (قبل تخمر العقل ) ولكن نص الخمر لم يأتي باي من هذه الصيغ فعلينا التدبر بشكل اكثر لكي يكون تدبرنا اقرب للصواب وأحسن تأويلا.

وان اصحاب هذا الرأي يقولون بأن عبارة الرجس جاءت متعلقة برجس الخمر فقط اي الرجس الناتج عن تحقق حالة السكر وذهاب العقل وليس متعلق بجنس الخمر كمادة بعينها. وكذلك يقولون ان عبارة “اجتنبوه” في النص جاءت بصيغة المفرد ولهذا فهو يتعلق بعبارة “رجس”. هذا الاستدلال ليس صحيحاً ابداً من منظور لساني بحت حيث نرى ان عبارة “رجس” هي صفة لحالة اكتسابية كمفهوم وان المفهوم لا يجمع بالضرورة حين اضافته للشيء فمثلا لو اخذنا النص التالي: 

…فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ … 

﴿التوبة: ٩٥﴾”

نلاحظ هنا السياق تعلق بمجموعة من الناس وليس مفرداً كما في “فأعرضوا عنهم” فهذا جمع ولا يختلف عليه اثنان ومع ذلك لم يجمع مفهوم الرجس فجاء في صيغة المفرد “رجس” فالنص لم يقول “انهم ارجاس ” لان جميعهم اشتركوا بصفة الرجس فبقيت بصيغة المفرد. فاذا اخذنا نص “انما الخمر… “رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه” فنرى ان اجتنبوه لا يتعلق برجس الخمر حصراً وانما تضمن رجس الميسر والانصاب والازلام كما في قوله: 

أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿المائدة: ٩٠﴾

وبعبارة اخرى ان هناك عناصر في النص  اشتركوا جميعاً في صفة الرجس والتي هي تداعيات واثار واقعة نتيجة هذه العناصر الاربع المذكورة، فجاءت عبارة الرجس لتشمل العناصر الاربعة ولم تأتي بصيغة الجمع لان لا حاجة لذلك وان امكن ذلك لسانياً. اذن عبارة “رجس” في النص لا تتعلق برجس الخمر حصراً وانما تتعلق برجس الميسر والانصاب والازلام كذلك وهذا لا يمكن ان يختلف عليه اثنان اي لا يمكن ان يقول احد له المام بأصول اللغة بأن الرجس تعلق بالخمر حصراً وان ليس هناك رجس في الميسر وغيره في النص. 

وبناءاً على هذا فكيف نفهم عبارة الرجس بالنسبة للميسر مثلاً فلو افترضنا جدلاً صحة هذا الرأي (جواز تناول قليل من الخمر) وسلمنا جدلاً بان الرجس هنا المقصود به هو حالة السكر كما يقول هذا الرأي فيا ترى ما هو رجس الميسر فهل يمكن ان يقول احد ان ممارسة الميسر يوصل الى حالة السكر او ذهاب العقل كما هو الحال مع تناول الخمر. ولا اعتقد ان لاحد ان يقول بذلك. وعلى هذا فيبقى معنا ان الرجس المذكور في النص ليس له علاقة بحالة السكر (كثير من الخمر) وانما يتعلق بجانب محدد من جنس المادة او الشيء المذكور وهما بالتحديد كل مادة تتعلق بها صفة الخمر (الغطاء) عند تعاطيها بدنياً (كغذاء) وكل مادة تتعلق بها صفة الميسر (السهولة في جني الارباح الغير مقننة)، وهذا الجانب المعني هو الاثم المتحقق في كينونة مادة الخمر كما اشارت اية الخمر في سورة البقرة “يسألونك عن الخمر والميسر فل فيهما اثم كبير ومنافع للناس..”

فلا يمكن احد ان يقول ان قليل من الخمر جائز لانه جاء في صيغة النهي او الاجتناب واذا كان هذا الراي صحيحاً جدلاً فهذا يقتضي يكون ان قليل من الميسر جائز او قليل من الانصاب وهكذا. 

وأضف الى ذلك القران يدعوا الى اجتناب  قول الزور ولا يمكن ان نقول قليل من قول الزور جائز، وهذا يصطدم بقوة مع هذا النص:

“…وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ”

 ﴿الحج: ٣٠﴾”

والمعلوم ضرورة ان جميع قول الزور محرم لا قليله ولا كثيره.

لماذا لم يدرج الخمر ضمن قائمة المحرمات في الاية التالية :

“قُل لَّا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّـهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿الأنعام: ١٤٥﴾”

هذا السؤال غالباً يطرحه اصحاب الرأي المعاصر (الذي يقول بجواز قليل من الخمر ). والاجابة على هذا السؤال هو يكمن في التفريق بين الطعام والشراب فنرى اية ١٤٥ من الانعام تتناول قائمة الاطعمة فقط ولا تتطرق الى اياً من انواع المشروبات او المواد التي ليست بالطعام والدليل على ان هناك فرق بينهما هو الاية التالية: 

“وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ﴿البقرة: ١٨٧﴾

فالنص واضح يفرق بين الاكل والشراب “وَكُلُوا وَاشْرَبُوا ” وهناك ايات اخرى مثيلاتها وجميعها تفرّق بين الطعام والشراب وادق هذه الايات التي تفرق بين الطعام والشراب بشكل قطعي الثبوت هي الاية التالية:

“فَانظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ ..”

حيث نرى هذه الاية ذكرت مفردة الطعام والشراب في ذات النص وبينهما واو العطف وهو يقتضي التغاير. 

الخمر بين التحريم والنهي والاجتناب

الجزء العاشر

مفهوم تخامر العقل (والمعروف اصطلاحاً بالسُكر) في التنزيل الحكيم واللسان العربي:

“أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ”

هذه الاية هي اكثر الايات اشكالاً وضبابيةً من خلال معناها الظاهري، فكل من يقرأ هذه الاية سوف يحضر في ذهنه المعنى الشائع لعبارة “سكارى” وهو حالة السكر الناتجة من تعاطي الخمور المعروفة وهذا الاعتقاد السائد ادى بهم الى ان يعتقدوا ان هذه الاية تبيح الخمر مع الحذر من الوصول الى حالة السكر، وهذا طبعاً فهماً خاطيء ومجحف بحق النص القراني. 

باختصار وهو ان عبارة سكارى لا تعني حالة السكر المتعلقة بمادة الخمر حصراً، فلها معاني اخرى وفق سياقاتها اي انها ليست حكراً على مادة الخمر كما هو شائع بل تشمل حالات اخرى بالاضافة الى حالة السكر الخمري، فهناك حالة سُكر مشقة وظروف مما تجعل الفرد متحير ومشغول البال وما اكثر هذه الحالات اليوم في عالمنا العربي المسلم بالخصوص. ففي اصل اللسان العربي نرى ما يلي:

“”(سَكِرَ) السِّينُ وَالْكَافُ وَالرَّاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ يَدُلُّ عَلَى حَيْرَةٍ. ….وَالتَّسْكِيرُ: التَّحْيِيرُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا} [الحجر: 15] “”

ففي الاية المذكورة “لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون” تشمل جميع الحالات في ارض الواقع لتعني مثلاً عدم التركيز الفكري لتفاصيل عبادة الصلاة، وكذلك تخاطب الانسان الذي قد يتناول الخمر لظروف قاسية فاذا حصل ذلك لا يعني انه يقنط من رحمة الله فلا داعي ان يشعر انه غير مسموح له للصلاة او ان الله لا يتقبل صلاته اذا اراد ان يصلي بعد رجوعه الى وعيه الطبيعي فهذا الخطاب من الرحيم الى مخلوقاته ويقول له لا تحزن مهما تكون ظروفك تقرب اليّ من خلال الصلاة ولكن ينبغي عليك ان يكون فكرك صافي وواعي لكي تعلم ما تقول، بمعنى ان النص لا يبيح الخمر لا ابداً ولكن تعطي لمن يشرب الخمر مثلاً فرصة للرجوع الى الله اي لا يعني ان من شرب الخمر لظرف ما او تعود عليه ان ممنوع عليه الصلاة وانه مطرود من رحمة الله، فالطريق مفتوح له متى اراد ولكن عليه ان لا يكون سكران مثلاً وليس حصرا، اي متعاطي مسكر وقت الصلاة. وكذلك الحالات الاخرى التي تشغل بال المصلي. ومثاله اذا كان هناك ابن يشرب الخمر والام ترى حالة ابنها المؤلمة فمحبة له تقول له يا ابني تفضل اليوم بزيارتنا على عشاء مع ابوك واخواتك ولكن ارجوا منك ان لا تكون سكران لكي نأنس بزيارتك لتعلم وتعي ما يدور من حديث، ففي هذه الحالة ان طلب الام لا يعني انها تؤيد شرب ابنها للخمر ولكن انطلاقاً من حبها لابنها طلبت منه عدم السكر وقت الزيارة. وهكذا رب العباد فهو ارحم على عباده من الام والاب فهو تعالى يدعوا الجميع الى مائدة الوصال (الصلاة) المذنب والمطيع والمدمن والمؤمن فاذا قال لهم لا تقربوا الصلاة(وسيلة الاتصال بي) وانتم سكارى لا يعني انه اجاز الخمر لا ابداً. 

ويمكن ان نؤكد هذا التوجه في المعنى الواسع لمفهوم السكر لنقرأ الايات التالية واغلبها لا علاقة لها بالسكر الخمري:

“لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ ﴿الحجر: ١٥﴾”

“لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ

 ﴿الحجر: ٧٢﴾”

“وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴿النحل: ٦٧﴾”

“وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَٰلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ”

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ .. ﴿النساء: ٤٣﴾

“يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَـٰكِنَّ عَذَابَ اللَّـهِ شَدِيدٌ ﴿الحج: ٢﴾”

وكما هو واضح من هذه السياقات ان عبارة سكارى تتعلق بحالة الوعي الفكري والذهني نتيجة اسباب مختلفة ومنها “السكر الخمري” وليس حصراً. 

فلو اخذنا النص التالي :

وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴿النحل: ٦٧﴾”

نرى بوضوح ان السكر ليس بالضرورة ان يكون شر او يتعلق بالاثم لان هذه الاية نعتت المادة المستخرجة “سَكَرًا” بانها ايةً كما في قوله: “إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ” ولا يمكن ان يكون الشيء، يصفه النص القراني بأنه “آية” وفي ذات الوقت يمكن ان يكون شراً او رجس.

الخمر بين التحريم والنهي والاجتناب

الجزء الحادي عشر

العلاقة بين التحريم والاجتناب والنهي هي دلالية لسانية تعبيرية سياقية لا غير …

عندما نقرأ جميع الاراء المطروحة والجدالات والسجالات بخصوص تحريم او جواز الخمر نرى ان جميع الاطراف تفرّق جوهرياً بين مفهوم التحريم والاجتناب والنهي ونفي وجود اي علاقة تشريعية بينهما لا من قريب ولا من بعيد مما ادى الى الاعتقاد ان مفهوم حكم التحريم هو اقوى حكماً من حكم الاجتناب وحكم النفي  بخصوص طبيعة التعامل مع الاشياء المعنية الواقعة تحت التحريم او الاجتناب او النهي. وفي الغالب نرى الكثير يقارن بين التحريم والنهي مع اهمال وضع مقارنة بين التحريم والاجتناب وهو الاقرب صيغة مما ينتهجه القرأن. 

فالاشكال الجوهري هنا وهو كيف نفهم مفهوم التحريم والاجتناب والنهي في ضوء كل منهما الاخر وهل هناك علاقة دلالية لسانية وتشابك حُكْمي تشريعي ام لا. ومن وجهة نظري هذه هي الحلقة المفقودة في هذا الموضوع المهم والخطير. وهذا الالتباس وعدم الالتفات الى ايجاد علاقة بين هذه المفهاهيم الثلاثة (التحريم والاجتناب والنهي) ادى الى هذا الخلاف بين الناس وترك ضبابية في الفهم عند جميع الاطراف. فمن وجهة نظري ان اصل المشكلة في واقع الحال هي دلالية لسانية وضرورة سياقية تعبيرية من حيث تناغم دقة اختيار المفردة لتوافق الاطار العام لمواضع الكلم في السياق النصي وقصدية الخطاب.فتعلق سياق ما بعبارة تحريم او حرم بدل من عبارة اجتنبوا او نهي او انتهو ليس لها علاقة بشدة او ضعف حكمها الشرعي وما يترتب عليه من عقاب او ثواب. اي ان سياق التحريم والاجتناب والنهي يفترقان لسانياً في المبنى في واحة نظم الكلام لما يقتضيه دلالة النص اللسانية ويلتقيان في واحة الحكم والتشريع وما يترتب عليه من ثواب وعقاب. وليس هناك اختلاف بينهم من ناحية مبدأ شمولية او ابدية الامتناع او البعد من الشيء المعني، فيختلفوا في تعلق كل منهما في ارض الواقع لمقتضى دلالي لساني سياقي دقيق ويلتقوا في ما يترتب عليهم من ثواب وعقاب. ولتوضيح ذلك هو ان المسألة تتعلق بدقة واعجاز طبيعة لسان القرأن الكريم وهو اللسان العربي المبين. فان دقة اختيار المفردات لتتناغم مع الدلالة السياقية للنص وما يؤول اليه قصدية النص هي دقة تفوق قابلية العقل البشري المحدود حيث انه صيغ من لدن خبير حكيم. فأن دقة اختيار المفردات المناسبة لما يدل عليه نظم الكلام تكون متناهية في الصغر فتكون ادّق من اي عملية او ظاهرة وجودية على المستوى النووي او الذري للاشياء لانه كتاب الله هو اخر رسالة من الخالق لمخلوقاته. فلكي نفهم ذلك ينبغي ان نفهم الدلالة اللسانية لهذه المفردات قدر المستطاع ونحاول ان نجد علاقة دلالية بينهما. 

العلاقة الدلالية اللسانية بين التحريم والنهي والاجتناب!

التحريم 

فلنأخذ اولاً مفردة “حرمنا او حرّم” فهي مأخوذة من الجذر” (حَرَمَ) الْحَاءُ وَالرَّاءُ وَالْمِيمُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ الْمَنْعُ وَالتَّشْدِيدُ. فَالْحَرَامُ: ضِدُّ الْحَلَالِ.””

فهنا تعلق مفهوم التحريم بالشيء فوقوع التحريم يكون لعلة تتعلق بالشيء من خارجه بشكل عرضي فالتحريم لا يقع على جنس ما هو محرم لوجود العلة في كيانه (جنسه) حصراً بل قد يكون وجود العلة خارجه ويتعلق بشيء اخر في ارض الواقع. فالسياق يبين ذلك  وعلى هذا فتحريم الشيء يدل على وجوب الامتناع عن التفاعل مع ما هو محذور منه فلنأخذ مثلاً اية تحريم المحارم: 

“حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ …الاية”

فلو لاحظنا النص لم يذكر اطلاقاً ما وقع عليه التحريم اي علة التحريم والمعلوم ضرورة ان التحريم وقع على نكاح هذه القائمة من المحارم ومع ذلك لم تذكر الاية ما هو المحرم وما هي علّة التحريم والجواب على ذلك ان سياق الايات التي سبقت تدل على ان المحرم هو نكاح المحارم وليس العلاقة مع جنس المحارم. فلو قرأ احد الغرباء من غير المسلمين هذا النص بمعزل عن القرأن ويأخذ ظاهر النص فقط فسوف يستغرب لماذا النص يحرم الانسان من امّه مثلاً ” حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ”

والذي اريده من هذه الحقيقة الدلالية السياقية هو التحريم هنا لم يقع على جنس الام والمحارم بل وقع على العلاقة الجنسية اي النكاح بجميع صوره ومن جميع جوانبه عل ارض الواقع اي لا مداعبة ولا شهوة جنسية ولا اجراء عقد نكاح مع هذه المحارم فالعلاقة الجنسية من جميع جوانبها محرمة فالتحريم هنا ليس له علاقة بما وراء ذلك من علاقات عائلية واذا اخذنا المعنى الظاهري للتحريم وهو المنع والتشديد فيه فهذا يعني ان النص يدعوا الى قطع الارحام وهذا محال. فالعلاقات العائلية الرحمية غير مشمولة في هذا السياق التحريمي وهذا يدل ان الجانب المحرم هنا وهو العلاقة الجنسية بشكل ابدي وليس فيه استثناءات اي العلاقة الجنسية مع المحارم مغلقة من جميع الجوانب. وكذلك يعني في ذات الوقت انه ينبغي اجتنابه وكذلك في نفس الوقت ينبغي الانتهاء منه، اي انه محرم وكذلك منهي عنه وكذلك ينبغي اجتنابه في نفس الوقت. 

اما في حالة الدم والميتة ولحم الخنزير فالتحريم وقع على اتخاذ هذه المواد كغذاء وليس الامتناع عنهم كجنس ومادة وذات الشيء حصل هنا كما هو عليه في اية المحارم وهو النص لم يذكر تحريم تناول هذه المواد كغذاء ولكن السياق يدل على ذلك. 

وكذلك الشيء حصل مع مادة الخمر والميسر. 

واخيراً نستنتج مما ذكر اعلاه ان هناك تحريم وهناك نهي واجتناب في التنزيل الحكيم 

والتحريم هو يتعلق بجنس الشيء وكيانه اي ان المعلوم عقلاً ان الشيء يكون له جوانب  عدة من حيث جميع صور تفاعله مع الواقع. فاذا كان التحريم في سياق الطعام كما في حالة الدم والميتة ولحم الخنزيز فالتحريم يعني الامتناع عن تناول جنس هذا الشيء لا قليل ولا كثير. اما اذا كان سياق التحريم في العلاقات الجنسية بين الافراد فهذا يعني الامتناع التام من هذا النوع من العلاقة الجنسية كما في تحريم نكاح المحارم فلا يجوز علاقة جنسية كاملة او ناقصة مع المحارم او حتى الاقتراب او الملامسة الشهوانية فالتحريم يدل على المنع التام في سياق العلاقة الجنسية اما ما عدا ذلك فمسموح الانواع الاخرى من العلاقات البريئة. فاذا وقع هذا الشيء في سياق التحريم كما في ( حرّم، حرّمنا، حرّمت..) فهذا يعني منع التفاعل في اطار محدود وفق ما يدل عليه السياق مع هذا الشيء المشار اليه من جميع الجوانب فمثلاً وقع التحريم على الدم والميتة ولحم الخنزير وهذا يعني ان في سياق طعام وغذاء الانسان ان كل جنس الدم والميتة ولحم الخنزير هو محرم اي ان العلاقة الغذائية هو وقع عليه التحريم والمنع اما في سياقات او مجالات اخرى فلا ضير في ذلك والنص لا يمنع التفاعل مع هذه المواد في مجالات اخرى غير الطعام. 

الخمر بين التحريم والنهي والاجتناب

الجزء الثاني عشر

مفهوم النهي؛

اما بالنسبة لمفهوم “النهي” لسانياً، فهي مأخوذة من الجذر اللساني نهى كما جاء في مقاييس اللغة لابن فارس؛

” (نَهَيَ) النُّونُ وَالْهَاءُ وَالْيَاءُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى غَايَةٍ وَبُلُوغٍ. وَمِنْهُ أَنْهَيْتُ إِلَيْهِ الْخَبَرَ: بَلَّغْتُهُ إِيَّاهُ. وَنِهَايَةُ كُلِّ شَيْءٍ: غَايَتُهُ. وَمِنْهُ نَهَيْتُهُ عَنْهُ، وَذَلِكَ لِأَمْرٍ يَفْعَلُهُ. فَإِذَا نَهَيْتُهُ فَانْتَهَى عَنْكَ فَتِلْكَ غَايَةُ مَا كَانَ وَآخِرُهُ. وَفُلَانٌ نَاهِيكَ مِنْ رَجُلٍ وَنَهْيُكَ، كَمَا يُقَالُ حَسْبُكَ، وَتَأْوِيلُهُ أَنَّهُ بِجِدِّهِ وَغَنَائِهِ يَنْهَاكَ عَنْ تَطَلُّبِ غَيْرِهِ. وَنَاقَةٌ نَهِيَّةٌ: تَنَاهَتْ سِمَنًا. وَالنُّهْيَةُ: الْعَقْلُ، لِأَنَّهُ يَنْهَى عَنْ قَبِيحِ الْفِعْلِ وَالْجَمْعُ نُهًى.

وَطَلَبَ الْحَاجَةَ حَتَّى نَهِيَ عَنْهَا، تَرَكَهَا، ظَفِرَ بِهَا أَمْ لَا، كَأَنَّهُ نَهَى نَفْسَهُ عَنْ طَلَبِهَا. 

وَالنَّهْيُ وَالنِّهْيُ: الْغَدِيرُ، لِأَنَّ الْمَاءَ يُنْتَهَى ..” انتهى الاقتباس.

اما مفهوم النهي في التنزيل فهو يدور في فلك المعنى الدلالي اللساني المشار اليه وهو “يَدُلُّ عَلَى غَايَةٍ وَبُلُوغٍ” في جميع صوره التعبيرية وفق مقتضى السياقات. فعند تتبع سياقات النهي النصية فنرى انه يقع على فعالية الشيء وتوظيفه واستخدامه في الواقع ولا يقع او يتعلق بجنس الاشياء وعادة تقع مع الاشياء التي تكون ثنائية او متعددة الغرض في ارض الواقع من حيث الفائدة والضرر، فمثلاً الخمر الاية تصرح بان له فوائد واضرار فلذلك لا يأتي بسياق التحريم بعينه لانه لو حرم فسوف يقع التحريم على جنس الخمر بجميع صوره واستخداماته في ارض الواقع وبهذا يتعذر استخدامه في مجالات طبية عدة ومجالات بتروكيماوية مفيدة. ولهذا لم يرد الخمر تحت صيغة التحريم ولكن ورد تحت صيغة الاجتناب والنهي لمقتضى دلالي لساني حكمي اي لا يجوز تناوله ولكن يجوز استخدامه في مجالات اخرى وبعبارة اخرى ان النهي والتحريم مؤداه واحد عند الله من ناحية العقاب والمعصية. فالتحريم والنهي يختلفان في تحقق ما يدل عليه المعنى ويتفقان في نتيجة ما يترتب عليهما من عقاب.

ولهذا نرى ان الفحشاء جاءت في سياق التحريم وكذلك في سياق النهي:

سياق التحريم

قل انما حرّم ربي الفواحش …”

سياق النهي

إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿النحل: ٩٠﴾

وهذا يدل ان المحرم هو منهي عنه والمنهي عنه هو محرم ما هو محذور منه. احدهما يدل على الثاني وكلاهما يشتركان في ما يترتب عليهما من عقاب. وهل من المعقول ان يقول احدهم ان الفحشاء والمنكر غير محرمة لان النص لم يقول “ويحرّم عليكم الفحشاء والمنكر” لا يمكن ان يقول احد بذلك. اذن المحرم والمنهي عنه كلاهما يدل على الاخر في ارض الواقع من حيث عدم الممارسة او الاقراب منه او تناوله وكلاهما يشتركان من حيث العقاب والثواب. 

اذن يمكن ان نقول ان المحرم هو منهي عنه وان المنهي عنه ينبغي اجتنابه وهذه هي العلاقة الدلالية اللسانية الجدلية كل منهما يدل على الاخر في ارض الواقع.

مفهوم الاجتناب

مفهوم الاجتناب لسانياً هو مأخوذ من الجذر  اللغوي (جَنَبَ) الْجِيمُ وَالنُّونُ وَالْبَاءُ أَصْلَانِ مُتَقَارِبَانِ أَحَدُهُمَا: النَّاحِيَةُ، وَالَآخَرُ الْبُعْدُ.

فَأَمَّا النَّاحِيَةُ فَالْجَنَابُ. يُقَالُ هَذَا مِنْ ذَلِكَ الْجَنَابِ، أَيِ النَّاحِيَةِ. وَقَعَدَ فُلَانٌ جَنْبَةً، إِذَا اعْتَزَلَ النَّاسَ. وَفِي الْحَدِيثِ: «عَلَيْكُمْ بِالْجَنْبَةِ فَإِنَّهُ عَفَافٌ» .

اما سياقاته القرانية:

1.يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿المائدة: ٩٠﴾

2. وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّـهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴿النحل: ٣٦﴾

3. ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّـهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ﴿الحج: ٣٠﴾

4. وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّـهِ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿الزمر: ١٧﴾

5. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ ﴿الحجرات: ١٢﴾

نستنتج من السياقات اعلاه لمفهوم الاجتناب هو ان الاشياء التي ينبغي اجتنابها هي من المحرمات اصلاً كذلك فمثلاً اجتناب الطاغوت “وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا” يعني ان الطاغوت من المحرمات لان النص يؤكد لنا ان اجتناب الطاغوت هو يؤدي الى امتناع عبادة الطاغوت كما في قوله ” أَن يَعْبُدُوهَا” والمعلوم ضرورة ان عبادة غير الله من المحرمات وهذا من المسلمات القرانية ووفق منهجية وحدة المفهوم للتنزيل الحكيم. فلا يمكن ان نقول ان الطاغوت جاء في سياق الاجتناب اذن انه ليس محرماً او ان تحريمه ليس ابدياً او شمولياً او ينبغي اجتناب رجس الطاغوت. 

الاستنتاج

فالتحريم والنهي والاجتناب هي احكام ذو علاقة جدلية محكمة ببعضها وكل منهم يدل على الاخر ولا يخضعان الى معيار الشدة والضعف في الحكم التشريعي اطلاقاً. فالتحريم هو الحكم العام والنهي والاجتناب هو اثر هذا الحكم العام في ارض الواقع فاذا ذكر الاثر فقط فهو يدلنا على الاصل وليس بالضرورة ذكر الاصل اي اذا ذكر احد الاشياء في سياق النهي والاجتناب (وهو الاثر) لا يشترط ضرورة ان يذكر بسياق التحريم (وهو الاصل) فالاصل يدل على الاثر وكذلك الاثر يدل على الاصل. وبعد هذا البحث الموجز نقول وبكل ثقة علمية وايمانية ان حكم التحريم ليس اقوى من حكم النهي وليس اقوى من حكم الاجتناب كما يذهب اليه المفكر المبدع الدكتور شحرور او ان حكم النهي او الاجتناب هو اقوى واشدّ من حكم التحريم كما يراه المفكر المهندس عدنان الرفاعي، لا هذا ولا ذاك وانما جميعها تتساوى في الشدة والجدية في سريان الحكم على محور الزمن فالجميع لها اثر شمولي وابدي فتحريم نكاح المحارم شمولي وابدي كما ان اجتناب تناول المواد المخدرة شمولي وابدي كما ان اجتناب قول الزور شمولي وابدي وان يأتي في سياق التحريم (وحرمنا عليكم) وكذلك اجتناب الطاغوت شمولي وابدي وان لم يأتي في سياق التحريم.

والله اعلم

ع.ش.ح

Anmar Ahmad

(Adill Hissan)

2019

مصادر البحث

1-التنزيل الحكيم 

ايات البحث

“يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ﴿البقرة: ٢١٩﴾”

“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿المائدة: ٩٠﴾”

“إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّـهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ ﴿المائدة: ٩١﴾”

(حَرَمَ) الْحَاءُ وَالرَّاءُ وَالْمِيمُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ الْمَنْعُ وَالتَّشْدِيدُ. فَالْحَرَامُ: ضِدُّ الْحَلَالِ.

(نَهَيَ) النُّونُ وَالْهَاءُ وَالْيَاءُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى غَايَةٍ وَبُلُوغٍ. وَمِنْهُ أَنْهَيْتُ إِلَيْهِ الْخَبَرَ: بَلَّغْتُهُ إِيَّاهُ. وَنِهَايَةُ كُلِّ شَيْءٍ: غَايَتُهُ. وَمِنْهُ نَهَيْتُهُ عَنْهُ، وَذَلِكَ لِأَمْرٍ يَفْعَلُهُ. فَإِذَا نَهَيْتُهُ فَانْتَهَى عَنْكَ فَتِلْكَ غَايَةُ مَا كَانَ وَآخِرُهُ. وَفُلَانٌ نَاهِيكَ مِنْ رَجُلٍ وَنَهْيُكَ، كَمَا يُقَالُ حَسْبُكَ، وَتَأْوِيلُهُ أَنَّهُ بِجِدِّهِ وَغَنَائِهِ يَنْهَاكَ عَنْ تَطَلُّبِ غَيْرِهِ. وَنَاقَةٌ نَهِيَّةٌ: تَنَاهَتْ سِمَنًا. وَالنُّهْيَةُ: الْعَقْلُ، لِأَنَّهُ يَنْهَى عَنْ قَبِيحِ الْفِعْلِ وَالْجَمْعُ نُهًى.

وَطَلَبَ الْحَاجَةَ حَتَّى نَهِيَ عَنْهَا، تَرَكَهَا، ظَفِرَ بِهَا أَمْ لَا، كَأَنَّهُ نَهَى نَفْسَهُ عَنْ طَلَبِهَا. 

وَالنَّهْيُ وَالنِّهْيُ: الْغَدِيرُ، لِأَنَّ الْمَاءَ يُنْتَهَى إِلَيْهِ..

(جَنَبَ) الْجِيمُ وَالنُّونُ وَالْبَاءُ أَصْلَانِ مُتَقَارِبَانِ أَحَدُهُمَا: النَّاحِيَةُ، وَالَآخَرُ الْبُعْدُ.

فَأَمَّا النَّاحِيَةُ فَالْجَنَابُ. يُقَالُ هَذَا مِنْ ذَلِكَ الْجَنَابِ، أَيِ النَّاحِيَةِ. وَقَعَدَ فُلَانٌ جَنْبَةً، إِذَا اعْتَزَلَ النَّاسَ. وَفِي الْحَدِيثِ: «عَلَيْكُمْ بِالْجَنْبَةِ فَإِنَّهُ عَفَافٌ» .

وَمِنَ الْبَابِ الْجَنْبُ لِلْإِنْسَانِ وَغَيْرِهِ. وَمِنْ هَذَا الْجَنْبُ الَّذِي نُهِيَ عَنْهُ فِي الْحَدِيثِ: أَنْ يَجْنُبَ الرَّجُلُ مَعَ فَرَسِهِ عِنْدَ الرِّهَانِ فَرَسًا آخَرَ مَخَافَةَ أَنْ يُسْبَقَ فَيَتَحَوَّلُ عَلَيْهِ. وَالْجَنَبُ: أَنْ يَشْتَدَّ عَطَشُ الْبَعِيرِ حَتَّى تَلْتَصِقَ رِئَتُهُ بِجَنْبِهِ. وَيُقَالُ جَنِبَ يَجْنَبُ. قَالَ:

كَأَنَّهُ مُسْتَبَانُ الشَّكِّ أَوْ جَنِبُ

وَالْمَِجْنَبُ: الْخَيْرُ الْكَثِيرُ، كَأَنَّهُ إِلَى جَنْبِ الْإِنْسَانِ. وَجَنَبْتُ الدَّابَّةَ إِذَا قُدْتَهَا إِلَى جَنْبِكَ. وَكَذَلِكَ جَنَبْتُ الْأَسِيرَ. وَسُمِّيَ التُّرْسُ مِجْنَبًا لِأَنَّهُ إِلَى جَنْبِ الْإِنْسَانِ.

وَأَمَّا الْبُعْدُ فَالْجَنَابَةُ. قَالَ الشَّاعِرُ:

فَلَا تَحْرِمَنِّي نَائِلًا عَنْ جَنَابَةٍ … فَإِنِّي امْرُؤٌ وَسْطَ الْقِبَابِ غَرِيبُ

وَيُقَالُ إِنَّ الْجُنُبَ الَّذِي يُجَامِعُ أَهْلَهُ مُشْتَقٌّ مِنْ هَذَا ; لِأَنَّهُ يَبْعُدُ عَمَّا يَقْرُبُ مِنْهُ غَيْرُهُ، مِنَ الصَّلَاةِ وَالْمَسْجِدِ وَغَيْرِ ذَلِكَ.

وَمِمَّا شَذَّ عَنِ الْبَابِ رِيحُ الْجَنُوبِ. يُقَالُ جُنِبَ الْقَوْمُ: أَصَابَتْهُمْ رِيحُ الْجَنُوبِ ; وَأَجْنَبُوا، إِذَا دَخَلُوا فِي الْجَنُوبِ. وَقَوْلُهُمْ جَنَّبَ الْقَوْمُ، إِذَا قَلَّتْ أَلْبَانُ إِبِلِهِمْ. وَهَذَا عِنْدِي لَيْسَ مِنَ الْبَابِ. وَإِنْ قَالَ قَائِلٌ إِنَّهُ مِنَ الْبُعْدِ، كَأَنَّ أَلْبَانَهَا قَلَّتْ فَذَهَبَتْ، كَانَ مَذْهَبًا، وَجَنْبٌ قَبِيلَةٌ، وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهَا جَنْبِيٌّ. وَهُوَ مُشْتَقٌّ مِنْ بَعْضِ مَا ذَكَرْنَاهُ

وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّـهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ (((وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ)))) ﴿الأنعام: ١٢١﴾

Posted in Alcohol prohibition, Boston Marathon terrorist attack, Islam, Muslim History, Muslim philosophy, Muslim Worlds, Quran scincees, Quran Tafsir, Quranic science, Quranic sciences, Uncategorized | Leave a comment

The story of Adam’s creation, higher prespective..

The philosophy of prostration of the Angels when creating the first Human being, Adam …

It is no secret to say that the story of Adam is the most celebrated story across cultures. It has been transmitted to us through various religions and cultural folk tales. All of these cultures understand the details of this story in the literal sense and consequently we face a a lot of religious and logical dilemma which renders God as a third party in this dialogue of the story of Adam. If we take the version of the Muslim holy book The Quran” and when examining the Quranic verses related to the story of Adam’s creation it is reasonable to say that the divine command of prostration given to the Angels, is the first command of the “Divine” which was manifested in the presence of Adam (Man, male and female) as an abstract Reality from the material aspect of this world; the first Man and not the first human creature. In this existential phase, no command has been made for Adam of any kind yet. What happened here is one of the most important stages in the development of human Reality in respect to the development of the “Intellect and thinking capacity” where two important events occurred in relation to the fundamentals of his being and character on the level of sociological, and psychological behavior. These two events here are obedience and disobedience to the same command that is, as the Qur’anic text indicates, obeying the angels to the divine command of prostration and the disobeying of Iblis (the devil) for the same command. This phenomenon is new to Adam, the first social behavior that occurs before him and was not known to his predecessors, in order to have an impact on his moral template, for  he has no way to learn it from his parents because he was not created form parents. Of course, this event constitutes the first brick of the human personality, which is the tendency of contradiction and negative attraction in Man. The Creator has enabled him to see the tendency of obedience and disobedience and consequently be printed on the template of his personality. On the other hand, the text of the Quran wanted to present us this metaphorical dialogue that took place between God,  the angels and Iblis to bring the idea to our mind according to the nature of our materialistic intellect in comprehending concepts and retain knowledge. 

In my view, this dialogue must be comprehended from a philosophical perspective which reflect a higher reality of the essential constituents of the Human reality. Furthermore, this stated Quranic dialogue did not necessarily happen in a material physical way as it is the common dialogue in this world; and therefore we can draw from this dialogue philosophical concepts related to the reality of human being and the nature of his composition “The self-the nafs; or the ego” 

Thus far we can reasonably say that the obedience of the angels of the order of God to prostrate before Adam, represents the sacred side of the human essential reality or ie it represents the angelic aspect of it. And as for the disobedience of the devil (Iblis) to the command of prostration of Adam, represents the evil side of the human reality, that is, the Satanic side.

In other words, we believe that the angels here represent the side of piety (morality) of the human soul (taqwa) and its throne is the pure Godly nature (fitratulAllah), which is infused in Man. And as for the “iblis”, the evil side it represents the immorality of the human soul, as it is stated in the holy book:

“And by the soul (nafs) and how He fashioned it. and thus He inspired it with morality and immorality.  Surely victorious is he who strive to purify it (soul), and looser is he who strive to denigrate it”

Yes “victorious is he who strive to purify it “ that is obedience to the command of God; obedience to the voice of Truth infused deep within Man‘s being, ie “fitratul Allah”

And yes “looser is he who strive to denigrate it”, by disobeying the voice of the Truth deep in the template of being “fitratul Allah”

We believe that, the story of Adam, is telling us very important notion that is the purpose of enabling Adam “human being” to see and witness the event of obedience as well as the event of disobedience; ie, obedience of the angels and the disobedience of “Iblis”, is to be able to realize the importance of what his “being” is made of and what is infused in his template of being; ie, to inform him of the composition of “his self-nafs”, which is composed of the “Pyrmid of being”; two contradictory aspects as well as “free will” at the helm of those two, his willingness to choose freely between them. 

The aspect of obedience is the voice of truth (the conscience) which is destined to seek goodness and pursue reform, building, establish justice and civilization. 

And in addition to that aspect, Adam was able to see the other side of his nature, “the Iblisic side; the evil side; the immoral side” which was projected to Adam through the disobedience of Iblis. 

In other words both scenarios represents obedience to the voice of Truth, to build and pursue justice, and disobedience to the voice of Iblis,  for corruption and destruction. 

Many advances have occurred in both diagnosis and treatment of generic viagra sales impotence issue for men. Both the incontinence and the sensitivity will cialis without rx be improved. Erectile dysfunction refers to a man’s powerlessness to perform sexually, and especially to his inability to get an erection, performance anxiety and best viagra price http://frankkrauseautomotive.com/page/5/?s=cars&car=1&stock&search_condition&search_make&search_year&search_model&search_dropdown_Min_price=0&search_dropdown_Max_price=0&search_dropdown_tran&search_dropdown_miles&am again the acting out stems from their dysfunctional boundary issues. The most studied and famous is the reaction of general popularity about the release and simple online availability of cheap levitra article cheap levitra. levitra and following that is a treatment that will bring you lasting relief. Conclusion

In other words, this important dialogue (in the Quran) reflects a very important fact, namely, that enabled the human being (Adam) to see on the screen of existence the composition of his own human personality, which is composed of these two contradictory sides, the angels and the Satan. He saw the pure, innate aspect of his reality which is free from the physical constraints of the material body, through witnessing the command of prostration of his Angelic side which is free from the constraints of the physical body, which is made from mud” (ego), when the devil said:

“He said,” I am better than him, created me from fire and created him from clay.”

This holy text reflect very important facts about the nature of the human being, it has revealed the level of ignorance of Man’s iblisic aspect, it believed that the human being is creature of clay exclusively, and that fire is better than clay. Satan said, “He said, ‘I am better than him,  created me from fire and created him from clay.'” Here clearly stated that our iblisic side failed to recognize the true nature of our being; it failed to recognize the other side, which forms the essence of Adam, the Man, , the angelic aspect.

After a while Adam (Man) came to relise that God Almighty vested into him the most important creation and creative innovation of the Creator and that is the faculty of reason, free will and being conscious; the Creator has enabled the first conscious creature that carries within him the most precious creation of God; the Intellect and freedom of will, and that this free will is based essentially on two contradictory fundamentals; the negative and positive, disobedience and obedience, thanks and denial, immorality and piety and was given the ability to freely choose between them; as stated in:

“We gave him the way either grateful or ungrateful” (quran)

And he is not compelled to choose any of them rather he is given given full freedom to choose between them;

“And say that the truth from your Lord, whoever wishes to believe and whoever wishes to disbelieve”

Thus, the viability of the free will in human personality rest upon the principle of  contradiction of good and evil together. In other words, if only good is vested, then the true essence of “free will” is negated because simply the human intellect in designed to choice between two or more things. And similarly, if only evil is vested then the same result. In both cases, the principle of free will is negated and man becomes a compelled and devoid of free will, thus negating the concept of reward and punishment.

God knows best

Adill Hissan

2019

Posted in Irfan, Islam, Metaphysics, Muslim philosophy, Muslim Wisdom, Mysticism, Philosophy, Quran Itfan, Quran scincees, Quranic science, Sufism, Wisdom | Tagged , , | Leave a comment

نظرية الاوتار الفائقة وحقيقة التوحيد

نظرية الاوتار الفائقة وحقيقة التوحيد!!

اصبحت نظرية الاوتار الفائقة حديثاً من اهم النظريات العلمية في علم الفيزياء النظرية فأخذت تجلب انتباه الكثير من علماء الفيزياء لانها تهتم في ايجاد اجوبة لاهم سؤال يطرحه جميع العلماء والانسانية الا وهو كيف توجد الاشياء بشكل مستمر وبعبارة اخرى ما هو منشأ ومعمل الجزيئات التي اعطت النسيج الكوني كيانه بكل ما فيه من الذرة الى المجرة فمنذ عقود اراد علماء الفيزياء ان يجدوا معادلة واحدة لا غير يعزى لها وجود كل شيء وسمّوها نظرية كل شيء او النظرية لكل شيء “The Theory of Everything”
واذا اخذنا نظرة محايدة فلسفية عقلانية حول ما تصبوا اليه هذه النظرية سوف نرى انه في حقيقة الامر ان العلماء والعلم يحاول اثبات مبدأ التوحيد علمنا بذلك ام لم نعلم. وهذه الحقيقة العلمية هي دليل على ان الانسان مجبول على مبدأ التوحيد وانه يسعى الى التحقق منه واثباته من حيث لا يشعر، سواء كان العالم الباحث المعني مؤمناً او ملحداً. فالانسان مجبول على هذه الرغبة البحثية من حيث لا يشعر، وقد اكدها التنزيل الحكيم في هذا النص:
“وماخلقت الجن والانس الا ليعبدون”

والله اعلم

(Adill Hissan)
2019

Why? Because these little acai berries, which are sample viagra deep purple in color and the size of a grape fruit. It’s extremely important that viagra on line http://twomeyautoworks.com/?attachment_id=243 time is treasured and not wasted, so look for a laptop with internet access and take the online course to learn driving. As a result, most people try self-medications cialis 40 mg instead of visiting a doctor. For fathers, parenting may mean an affirmation of manhood; for mothers, an generico viagra on line http://twomeyautoworks.com/item-3537 organic crucial Some see parenthood as a second chance, an opportunity to gratify their own unfulfilled childhood needs or to understand dissatisfied adult ambitions.

Posted in Uncategorized | Leave a comment

Where does the term Sufism come from

Sufism

People have differed in the original meaning of the term “Sufism” many westerners who are Sufis claim that this term has nothing to do with Islam rather it existed way before Islam, neglecting the linguistic structure of the term “Sufism” which is related to the Arabic language without any shadow of a doubt. Others however acknowledged the term “Sufism” relation to the Arabic language but insist its existence predate Islam; in other words, they think that it is true that this term is related or derived from the Arabic but the path of self purification as an ideology predated Islam. The third group however they follow the path of Sufism with a full awareness of its roots to Islam and adhere to broad Islamic values and teachings.

Looking at the two groups stands we see that although both sides seem to share the same term “Sufism” and at the same time differ on its origin, but both have failed to differentiate between the origin of the term and origin of the actual path of self purification as an Ideology, in addition they both have failed to explain the reason of how this Arabic term “Sufism”  attached itself to this spiritual path if it predated Islam. The third group however believes that the term Sufism is related to the wool garment which is commonly worn by the followers of this path and mainly relates back to Imam Ali who is considered the founder of Sufism to many Sufis particularly to those described as the third group.

We conclude from this reality that there is some kind of confusion between the true nature of Sufism as an Ideology and its relationship to its term. In other words they seem to deal with it as an ideology classified by the term Sufism. Where in reality Sufism is a spiritual path of the inner self and the individual desire to draw near the ultimate Truth, the Beloved. This fact alone should not allow to any title or term to obscure the the true nature of this path. However, it fair to say that Sufism as pure Ideology have predated Islam before it was even called Sufism. What really happen here in my opinion is that the term Sufism has become synonymous with this spiritual path which is shared by all people of diverse denominations. The reason for this fact is that Muslim philosophers have profoundly influenced this spiritual path-most likely before it is called Sufism- and consequently this path have inevitably adopted the Arabic term “Sufism” and have become attached to it. It is worth mentioning here is that the path of self purification in various cultures is still carries different terms, for example in Hindo philosophy it may be called Nervana and in Judaism may be called “qabbaalla”, in Christianity it may be called Rahbana, and in Islam it is called “tasawwuf- the act of self purification or as it is called in the west sufism”

This branded drug is easily available over the Internet, it is recommended to stay away from the drug. purchased this cialis 10 mg has Sildenafil citrate inside it which is very important for the man top face a good blood supply to the penile organ. This is why it is always advisable to seek expert medical supervision and guidance before you opt for any female viagra canada treatment and just stay with. Parents focus on convenience super levitra When it comes to their child’s well-being, parents may know best, but are rarely the best teachers of driver education. Go through the article to know more about kamagra products, on line levitra Healthy sexual life is a boon for Erectile Dysfunction (ED). Why is he term “Sufism” was adopted to represent the process of self purification?

Now based on what has been mentioned above, lets find out the true meaning of the term “Sufism”. The most common opinion is that the term “Sufism” comes from the term “soof-صوف, lit. means wool” in Arabic and the common understanding is that it is named after Imam Ali’s way of life as humble appearance where he was described as dressed in wool garment to prevent himself from falling into the comfort of this world so the wool garment on his skin is a good reminder of that. This understanding represent half of the true meaning of the reason of choosing the term Sufism to represent this spiritual path of the human soul. Yes it is true that this term is related to “wool” but what is the relationship between them. The answer to this question is by further examining the true meaning of the “soof صوف; wool” in Arabic. Now “soof صوف” represent the hair of lamb and we know that as a fact that the hair of lamb is very coarse in nature. Now the question to ask here is why the Arabs name the hair of the lamb to be soof صوف; wool. The answer to this question lies in the original meaning of the root word where the term soof صوف is derived from. The root word for sooph صوف، is “safa صفا , yasfu يصفو, safaa صفاء’” which literally mean to purify, to be pureو, purity respectfully.” Surprisingly this original meaning appear to be contradictory to the nature of the hair of the Lamb which is very coarse in nature. Now to explain this it seems that the Arabs wanted to find a proper name to the hair of the lamb which would appreciate its most notable benefits besides its usage in garments to provide heat against cold temperatures. So the Arabs have another use of this hair and that is as a tool of purification of water as a strainers. The environment of the desert did not make the wool (as garment) as an essential property of the wool rather their need for pure water was considered to be the most essential property of the hair of the lamb. Therefore they wanted to appreciate this fact about the hair of the lamb so they borrowed the root word “safa, yasfu-become pure, to be purified” and derived the term suf” which represent the material performs the act of purification. Hence the derived term “suf” was borrowed here to become the name for the hair of the lamb in other words the name suf was chosen in accordance to the purpose and function of the hair of the lamb and that is “to purify” the fluids. Now let s go back to the main issue and that is the true meaning of “Sufism” based on what has been established so far it became very clear that the Arabic term “Suf” was anglicized to become “Sufism” in accordance to the main purpose of this spiritual path which is to “purify the inner self” as the wool purify the fluids

Adill Hissan
Ottawa-Canada
2018

Posted in Irfan, Islam, Muslim Wisdom, Mysticism, Philosophy, Quran Itfan, Sufism, Wisdom | Tagged | Leave a comment

Polygomy is not a Quranic commandment

Polygamy is not a Quranic commandment as widely believed.
“وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا”

I can say with absolute certainty that the Quran does not legislate polygamy nor encourages it. What the Quran really allude in this regard is that it refers to the issue of polygamy, which was already practiced, in the context of the issue of orphans. The Quranic verse in question it highlights the importance of orphans in a society where polygamy is already established social norm. Hence in such social conditions the Quran calls upon society members to utilize polygamy (already established) for a higher noble purpose and that is to address the problem of Orphans and it highlighted the inevitable realty which faces orphans such as injustice and oppression, as clearly expressed in the following text :

“And if you fear that you will not deal justly with the orphans”
Hence the main purpose of this verse is the issue of orphans and not polygamy as commonly believed. Looking closely to the text above we can see that the main raised concern was the fear of not dealing with orphans justly; this raised fear laid down the grand context of the verse and has nothing to do with issue of polygamy which is mistakenly to be be taken as the main context of the verse by all Muslim Jurists.
The second concerns was raised in this verse is expressed in the following text, as a preventive measure against injustice towards the orphans, and this measure is expressed in the proceeding text:
“then marry those that please you of [other] women,..”
If you notice the verse began with the conditional statement “if you fear..” afterwards the verse gives the answer to the condition “if you..” by saying “then marry..” thus clearly this binds the issue of seeking women in marriage to the issue of orphans, as stated:
Accepted in 1998 by the FDA, The blue pill is one cialis sales australia heritageihc.com which is directly absorbed into the blood stream. Although there is presumably less or no unwanted side effects in some cases, viagra price australia can cause headaches and dyspepsia (in 11% and 7% cases respectively). For the cheap rate and it is an effective discount cialis prescriptions medicine for men of all age groups. And the male impotence drugs online are a real good solution for viagra online consultation women to allow them to search for chiropractic help. “Twice and thrice and quatro.. “
This statement above clearly refers to the practice of polygamy which is already established in the society then and times to come. The segment of verse is to be taken as a commandent to legislate Poloygamy at all as widely believed by Muslim Jurists as well as Muslim societies. The question to ask here is “who are the women the verse is refering to; are they any women not related to Orphans or the mothers of these Orphans?”
The second concern was raised, in connection to the remedy of marriage towards the problem of orphans, is stated in the proceeding text:
“But if you fear that you will not be just, ..”
The question here to ask is towards whom the statement “not to be just..” is directed at. It is worth mentioning that the common understanding of this statement is “not to be just “ is in reference to women in question, but is it really it refer to them or to some other people. Well looking at the text part of this verse closely

then [marry only] one or those your right hand possesses. That is more suitable that you may not have to deal with burden (ta’auloo-too many orphans beyond your capacity)
“وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا”

Posted in Islam | Leave a comment

الحجارة وعلاقتها بالناس في نار جهنم من منظور قراني بحت

الحجارة في القرأن الكريم

قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ

ما هي علاقة الناس بالحجارة

المقدمة

تمر هذه الاية الكريمة على اسماعنا مراراً وتبدوا من اول وهلة ان معناها واضح ولكن اذا تأملنا قليلاً فيبدأ التسائل يفرض نفسه ونقول ليس بهذه السهولة والسؤال المهم الذي يبرز فوراً هو ما علاقة الناس والحجارة في نار جهنم هل تحتاج النار الى حجارة كوقود. ومن الواضح هنا في الاية ان الناس قد استحقوا العذاب بالنار ولكن ما هو ذنب الحجارة لكي تصاحب الناس المجرمين في النار كوقود. بالطبع نحن كمسلمين في الغالب اذا اردنا ان نفهم بعض ايات الكتاب الكريم نسارع الى فتح كتب تفسير التراث للسلف الصالح عله نشفي غليلنا ونخرج من الاستفهام الى الفهم ولكن من المؤسف غالباً نبقى في دائرة الاستفهام بل في بعض الاحيان نستنكر ما نقرأ وندخل في حيرة وارباك فكري. فلوا ذهبنا الى تفسير الموروث للاستيضاح فسنرى البعض يفسر الحجارة في هذه الاية بأنها الاحجار المعبودة من الاصنام وغيرها ولكن هذا الرأي المحترم لا يتناغم مع عدل الله لان الاحجار المعبودة ليس لها ذنب. ومن السلف الافاضل قد برر ذلك بان الحجارة قد رضيت بان تكون وقوداً لتحرق عابديها. ومن السلف يقول ان الحجارة هنا هي عبارة عن حجر الكبريت لانها شديدة الاحتراق فتكون مناسبة لان تكون وقوداً لعابديها. وهذا الرأي اي كون حجر الكبريت شديد الحرارة ومناسباً لنار جهنم كوقود غير مقنع لانه في اعتقادي ان نار جهنم هي من نوع غير مألوف بالنسبة لنا وطبيعتها لا تحتاج الى احجار من هذه الدنيا. ومن اراد الرجوع الى تفسير الموروث فله ان يقوم بذلك وان هذه الاراء في اعتقادي لا تتناغم مع رسالة القران وكلها تبقى اراء محترمة ولكن نهائية.
وتبقى اراء المفسرين السلف محترمة ووفق سقفهم المعرفي وينبغي ان تحترم.

والان من حقنا ان نتدبر في هذه الاية الكريمة لكي نبحث عن معنى يتناغم مع رسالة القرأن الكريم.

قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ
الهدف هنا هو ان نبحث عن ما هي العلاقة بين الناس والحجارة من منظور قرآني بحت وفق دلالات اللسان العربي لبعض الكلمات المحورية في النص.

مفهوم الحجارة في القرأن الكريم

وما يهم بحثنا من هذه الكلمات المحورية في الاية هي “الحجارة” فاذا بحثنا عن مفهوم الحجارة في القران الكريم سوف نرى هناك معنى سلبي وأخر ايجابي في ذات الاية:

ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ
فنرى في هذه الاية اعطت معنى سلبي لمفهوم الحجارة وجعلتها مقابل القلوب القاسية كما هو واضح من الجزء الاول من الاية:
“ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ”
ونلاحظ بقية الاية اعطت معنى ايجابي رائع للحجارة ذو معاني عرفانية حقة:

“وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ”

ونرى ان هذه الصفات الفطرية الجميلة للحجارة لا تتناغم ان تكون كوقود لنار جهنم .
والان السؤال هنا ما هي العلاقة بين الناس والحجارة في الاية موضع االبحث!!!

العلاقة بين الناس والحجارة

اذا تفكرنا وتدبرنا في هذه الاية والاية اعلاه يتجلى لنا معنى جميل وعقلاني. اولاً ينبغي ان ننظر الى دلالة كلمة “الحجارة” اللسانية في اصل اللغة. جاء في مصادر اللغة العربية ان كلمة “الحجارة” هي اصلها من “”حَجَرَ” بمعنى المنع والاحاطة على الشيء”. اي منع وتقييد الحركة . ونرى هذا المعنى في استخدامات كثيرة في اللغة فيقال احجره بمعنى قيد او قلل حركته فالشخص المريض بمرض معدي يتم حجره اي يمنع من الحركة او تقيد حريته. واذا اخذنا عنصر التراب وخلطناه مع الماء ليتصلب بعد حين يقال له حجر لتحقق المعنى الاصلي المذكور لان عناصرها اصبحت قليلة الحركة من جراء التصلب فلذلك استعيرت كلمة حجارة لتدل على المعنى المتحقق في عملية خلط التراب مع الماء ثم تصلب ليصبح صلباً قليل الحركة ولهذا سميت الحجارة ،المألوفة لنا، بالحجارة لقلة او عدم حركة عناصرها.
اذن الحجارة سميت حجارة لتصلبها وتحجرها وجمود حركة عناصرها لا لانها كانت تسمى حجارة قي الاصل لان المسميات توجد قبل اسمائها وهذا شيء عقلاني لا يحتاج الى برهان.
وكذلك العرب تسمي العقل “حِجْراً” لانه يمنع من اتيان ما لا ينبغي-ابن فارس. ”
وقد وصف تعالى في كتابه العقل بذي حِجِر كما في قوله:

“هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِى حِجْرٍ “

والجدير بالذكر هنا عبارة “لِّذِى حِجْرٍ” هي صفة للعقل كمعنى مستعار ايجابي للحجارة لتحقق المعنى الاصلي لدلالة الكلمة اللسانية لجذر الكلمة “حجر” لان دور العقل الفطري هو ينبغي ان يمنع اي يحجر الافكار السلبية والضالة والتي تبعد الانسان عن جادة الصواب، وهذا لا يعني ان العقل وصف بأنه “حجارة” بالمعنى المألوف للحجارة.
What are the principles of massages? The principle of tadalafil generic viagra massage manipulation therapy is to dredge the channel. It gets melt within the mouth & viagra buying online continue reading this makes it eligible to consume. There is nothing wrong in admitting your problem and getting it treated since that is the way you can place an order for your order icks.org discount viagra. Besides, being FDA approved it is generic Vitamin V is safe for consumption generic viagra for sale without causing any hard of damage if all its precautions are taken care of and looked after well. وبمعنى اوضح اذا نظرنا الى الاية
“ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ” نرى العقل شبه بالحجارة حيث استعير المعنى السلبي للحجارة لتحقق جانب من اصل المعنى لدلالة الكلمة اللسانية وهو معنى القساوة.
اما ان العقل يسمى “حِجِر” كما في قوله “هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِى حِجْرٍ” وذلك اذا قام بدوره على ما فطر عليه وهو “منع اتيان ما ينبغي” من افكار ضالة وفاسدة ومعارف غير حقّة. اما اذا يخفق العقل في تأدية دوره الفطري بمحض ارادته اي لا يمنع اتيان ما ينبغي مما يؤدي ذلك الى اعطاء بعداً اخر لدلالة الكلمة “حِجْرٍ” حيث شبهت العقل بالحجارة “فهي كالحجارة” لتحقق معنى القساوة والتي تؤدي الى منع حركة عناصر الحجارة. وبهذا فينعكس المعنى لانه يمنع ما ينبغي الوصول اليه من معارف نافعة.

الجانب العرفاني لمفهوم الحجارة

واذا اردنا ان نوسع ما جاء في المثل الذي ضربه الله لنا في الاية اعلاه ونأخذ الجانب “الآفاقي” المعنوى الروحي والعرفاني فنرى ان الاية قد وصفت العقل بصفات حسنة من خلال التشبيه، منها في قوله:

“وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَار”

وحقاً انه توصيف رائع حيث ان هناك من العقول تتفجر انهاراً من الحكمة والمعارف الحقة كالانبياء والرسل والصالحين والحكماء.
وان هناك من العقول تتفجر علوماً جمة لتخدم الانسانية ومنها العلماء في جميع انواع العلوم الطبيعية وغيرها وهؤلاء اشارت اليهم الاية:

“وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ”

وهناك عقول اخرى تتخذ منهجاً في الحياة يتناغم مع فطرة الوجود تدافع عن كل ما هو حق وتدرء الظلم عن الاخرين وتساهم بشكل فعّال في مساندة السلم الاجتماعي وتقوم بكل ما هو صالح للمجتمع لانهم يجدون انفسهم في حضور دائم بحضرة خالق هذا الكون وتراهم يهبطون من خشية الله وهذا النوع من العقول يصفها القرآن بأنهم:

“وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّه”

الان نحاول ان نعود مرة اخرى لنص الاية التي هي موضع بحثنا لنجد العلاقة بين الناس والحجارة. ولننطلق من هذا المنطلق القرآني البياني وبناءً على ما تقدم اعلاه وفي اعتقادي والله اعلم، بان الحجارة في هذه الاية “وقودها الناس والحجارة” هي كناية عن العقول المتحجرة للناس التي يعطلها الانسان بمحض ارادته. ونقول انه كما هو معلوم ان اشرف خلق عند الله هو العقل واذا سعى الانسان الى حجبه عن الحق ومنع المعارف الحقة من الوصول اليه بمحض ارادته فسوف يؤدي ذلك الى تحجير العقل اي يتحول الى حجارة. وبمعنى اخر، وفق المعنى لدلالة الكلمة اللسانية المذكور اعلاه، فان العقل لا يستطيع ان يحرك الافكار او تقليبها وتنقيتها مما هو لا يتفق مع الفطرة السليمة وهذا يؤدي الى تعطيل دور العقل فلذلك شبه بالحجارة في هذه الاية ويا له من تشبيه رائع. وبناءً على المعنى البياني القرآني فان هذه الحجارة (العقل المتحجر) بالتحديد تستحق ان تكون وقود يحرق بها صاحبها ولا يمكن ان تكون الحجارة البريئة في الطبيعة التي وجودها نافع بذاتها وانها تسبح لله في وجودها التكويني كما اكدّه لنا الحق تبارك وتعالى:

وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ”

اما هذه العقول المتحجرة ،بمحض ارادتها، فكلها ضرر على الوجود بأكمله فكان ينبغي له اي للعقل ان يكون نافع في فطرته الاصلية ولكن حوله الانسان بمحض ارادته الى حجر لا يتعقل ولا يتدبر ولا يتفكر كما اكده لنا الحق تبارك وتعالى في قوله:

“لهم قلوب لا يعقلون بها”

ليكون وقوداً له في يوم الحساب. وعندما تقول الاية “ثم قست قلوبكم” اي بمعنى قست عقولكم لان القلب في القرأن هو العقل كما في قوله ” لهم قلوب لا يعقلون” اذن القلوب اي العقول اصبحت قاسية اي صلبة ومثلها كصلابة الحجارة “فهي كالحجارة بل اشد قسوةً”
وهذا يعني ان قلوبهم اي عقولهم اصبحت كالحجارة وسوف تكون وقوداً لهم في نار جهنم.

والله اعلم

ايات البحث
فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا وَلَن تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ

ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ

هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِى حِجْرٍ

تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا

Posted in Irfan, Islam, Metaphysics, Middle East, Muslim History, Muslim philosophy, Muslim Wisdom, Muslim Worlds, Mysticism, Philosophy, Quran Itfan, Quran scincees, Quranic science, Quranic sciences, Sufism, Wisdom | Leave a comment